يشكو أساتذة ثانوية الياسمين التأهيلية بقصبة الطاهر المزار، التابعة إداريا لبلدية أيت ملول، من استمرار الأشغال المزعجة والضوضاء الشديدة التي تسببها آليات الحفر والشاحنات داخل المؤسسة، خاصة وأن فترة الامتحانات قد أزفت وهم في سباق مع الزمن من أجل استكمال المقررات وشرح الدروس للتلاميذ المقبلين على امتحانات الباكالوريا، وقد سبق لهم القيام بإضراب لمدة ساعتين (من الرابعة بعد الزوال إلى غاية السادسة مساء) يوم 22 مارس 2010، احتجاجا على بطء الأشغال وصعوبة أجواء التدريس والتحصيل والمناقشة في ظل معاول الهدم وآليات الحفر، كما أن وعود المسؤولين بنيابة إنزكان أيت ملول بإكمال الأشغال خلال 3 أشهر كانت هباء وكلاما في الهواء. وتشهد الثانوية مند أكثر من 3 أشهر أشغالا لبناء قاعات دراسية جديدة لاستيعاب التلاميذ المتزايدين بمنطقة المزار قصبة الطاهر، وللقضاء على الاكتضاض الذي يتزايد سنويا، علما بأن المؤسسة كانت بالأصل ثانوية اعدادية ثم تحولت إلى تأهيلية مند السنة الماضية بحكم تواجد أقسام الباكالوريا بها، ويتوقع أن يزيد عدد التلاميذ بها بحوالي الضعف السنة المقبلة، بحكم استقطاب المنطقة للهجرة الداخلية. ومازالت ساكنة المنطقة تنتظر الوفاء بوعود نيابة وزارة التربية الوطنية بتدشين ثانوية الصفاء التأهيلية للموسم الدراسي المقبل، مع أن زيارة لموقعها (قرب دار الحي ومدرسة العندليب) تكشف عن أنها مجرد سراب. وللعلم فإن قرار بنائها صدر منذ أزيد من 3 سنوات، لكن القاعات التي يتوقع بناؤها لن تزيد على 12 قاعة لا تكفي حتى لاستقبال تلاميذ حي قصبة الطاهر، ناهيك عن الأحياء الأخرى التي تشكل مجموعها منطقة المزار، مثل حي سيدي ميميون، وحي الحرش، وحي الكلية، وحي الخزانت... ورغم أن السنة الماضية عرفت بداية انطلاق الدراسة بثانوية الهداية الإعدادية، إلا أن بنيتها الضعيفة (12 قاعة دراسية) تبين ضعف التخطيط وعدم دراية المسؤولين بالواقع التربوي والتعليمي بالمنطقة التي تعد مجال استقطاب للمهاجرين وتعرف زيادة سكانية هامة، ووصل عددها قاطنيها إلى حوالي 40 ألف نسمة، وتعد مرقدا مناميا لعمال وعاملات الضيعات الفلاحية المجاورة بجماعة سيدي بيبي، أو بالحي الصناعي لأيت ملول، وحتى بميناء أكادير. ومن الدلائل على التخبط وسوء التخطيط، ضم مدرسة الشافعي الابتدائية لأقسام الإعدادي، بما فيها مستوى الثالثة إعدادي، وهي حالة نادرة على مستوى الجهة، تؤدي إلى أن يجتمع بساحتها تلاميذ في السابعة من العمر، وآخرون بلغوا السن القانونية للحصول على بطاقة التعريف الوطنية!! ويتكلف بتدريسهم أساتذة ينتمون إداريا لثانوية الياسمين ويعانون من مشاكل عدة أبرزها ندرة المياه وكثرة الأوساخ، وعدم توافر القاعات العلمية، وتحول الساحة إلى ملاعب رياضية، والتعارض بين جداول حصص الابتدائي والإعدادي، خاصة خلال فترات الاستراحة. كما أن إدارة ثانوية الياسمين التأهيلية، اضطرت إلى تأجيل مهرجانها الربيعي الثامن إلى السنة المقبلة، رغم توصل جمعية دعم النجاح بالمؤسسة بالمبالغ المخصصة لها، وقد أرجعت إدارة المؤسسة ذلك إلى الأشغال والاستعداد للامتحانات المقبلة، بينما تسرب إلى علمنا أن السبب الحقيقي يكمن في تهرب المقتصد السابق للمؤسسة الذي انتقل إلى نيابة أكادير إداوتنان من تسليم المهام للمقتصد الجديد، معتمدا على علاقاته السياسية وانتمائه إلى الحزب الحاكم، وتغاضي الوزارة عنه.