بدعم من وزارة الثقافة،قدمت فرقة نادي المرآة للمسرح بالمركب الثقافي الحرية بفاس نهاية الأسبوع الأخير عملا مسرحيا جديدا بعنوان «لعبة الحرية» من إخراج الفنان حسن مراني علوي وتشخيص عدنان مويسي،خالد ازويشي ومحمد المريني فيما السينوغرافيا لحسن صابر والإدارة التقنية لخالد الدقاقي وعبدالفتاح بندعنان أما الإدارة والبرمجة لرجاء الركراكي والمحافظة لمحمد مراني علوي. مسرحية»لعبة الحرية»سفر فني وفلسفي واجتماعي وجدل فكري عن الحرية الفردية مقابل الحرية الجماعية وعلاقتهما بسلطة الفعل.فشخصيات المسرحية تعيش صراعا دراميا وصداميا كما أنها تتوحد وتتكامل في تضادها رغم أن الشخصين:الرجل الأول والثاني يجسدان الإنسان بحيويته وأفكاره المعنوية إلا أن الشخصية الثالثة:»اليد» تجسد السلطة ،سلطة القوة أو المادة والفكر التي لا تقهر والتي تتجسد في سلب الرجلين ملابسهما واختياراتهما،فالعري أو الفضح يتجسد ماديا ومعنويا.وذلك كلعبة للبحث عن الحرية ،حرية الرأي..حرية الفعل ..حرية السفر.. حرية الحب،عن الحرية بكل تجلياتها. «لعبة الحرية»فكرة مستوحاة من الكاتب البولوني سلفومير مروزيك عن عنوانها الأصلي «ستربتيز» أو «التعري قطعة قطعة» ، وهي لعبة مسرحية تتحرك شخصياتها داخل رقعة الشطرنج ويتحول الممثل خلالها إلى أحد بيادقها.وقد راهن المخرج على التناقضات النفسية والموضوعية في الشكل والمضمون لخلق كوميديا سوداء وعبثية تتشكل من القول والفعل والشكل.فشخصية الرجل المتقوقع في خطابه وسلطة اليد التي فوق كل شيء رغم أنها لا تتكلم لكنها الآمر الناهي. وقد استطاع المخرج أن ينتصر للغة الضاد في عنفوانها وبلاغتها وبيانها رغم انزياحها في بعض اللحظات وانحيازها للغة العوام ضمن لوحات كوميدية سوداء انتزعت الضحك من جمهور عريض غصت به جنبات قاعة العرض.وإذا كانت شخصيات المسرحية صانعة للأحداث والأفعال ولعبت بطريقة المحترفين الكبار،فإن الأدوات السينوغرافية والمناظر واللباس قد شكلت بدورها قوى فاعلة ساهمت إلى حد كبير في تحريك الأحداث وخلخلة القيم.. عن «لعبة الحرية»يقول المخرج حسن مراني علوي:»إن جميع المجتمعات المتحضرة والحية تدعو دوما إلى الحرية،والفن كان وما يزال ينتصر للحركات الشبابية لأنه يستشرف المستقبل.والإنسان أينما وجد فهو تواق إلى الحرية سواء كانت فردية أو جماعية.فمفهوم الحرية لا يمكن أن يوجد إلا مع الإنسان،ويبقى المسرح حاملا لمشعل الدفاع عن قضايا الإنسان..»مضيفا أن «هذه الأشياء تبلورت في هذا العمل بطريقة درامية وفنية وجمالية إلا أن هذا العرض اعتمد بالنسبة للحوار على تقنيات الفضح والتعرية،تعرية على مستوى القضية والجسد وعلى مستوى الموضوع والسينوغرافيا كما أن الفضح يأخذ معنى تفجير الأشياء من الداخل..». «لعبة الحرية»تنضاف إلى سلسلة من الأعمال المسرحية (حوالي 25 مسرحية) أخرجها الفنان حسن علوي مراني وقد تعامل مع نصوص لكتاب كبار أمثال عبد اللطيف اللعبي وعبد الكريم برشيد والراحلين محمد الكغاط ومحمد مسكين ومسرحيين عالميين كما تمكن من حصد عدد من الجوائز في مهرجانات وطنية ودولية.