لم يتوقف سكان دائرة أكلمام نمعمي، بجماعة أكلمام أزكزا، عن طرقهم لمختلف أبواب الجهات المسؤولة والسلطات الإقليمية، وتعميم مراسلاتهم ونداءاتهم وعرائضهم الاحتجاجية، من أجل التدخل لفتح تحقيق نزيه حول ملابسات عدم إتمام أشغال طريق من طرف المقاول، ويفيد السكان أنهم كانوا قبل سنتين قد استبشروا خيرا لما رأوا الآليات وهي تحط بمنطقتهم وتباشر أشغال إصلاح الطريق التي تعتبر المسلك الوحيد الذي يفك عزلتهم، ويربطهم بالعالم الخارجي حيث يقضون حاجياتهم اليومية والحيوية، وتؤدي من ادمر نايت امعي إلى مدرسة أكلمام نمعمي، وفجأة توارت الآليات عن الأنظار وتوقفت الأشغال في ظروف غير واضحة، لتبقى الطريق مهملة على حالها مخربة وموحلة ومغلقة، ولم تعد صالحة للاستعمال إطلاقا، الأمر الذي كان بديهيا أن يضر بمصالح المنطقة ويزيدها تهميشا وعزلة وإقصاء اجتماعيا. سكان المنطقة اتصلوا مرارا وتكرارا برئيس جماعة أكلمام أزكزا، وهو بالمناسبة برلماني المنطقة، إلا أنه يكتفي في كل مرة بتطمينهم بالعديد من ألوان الوعود، ويتعهد بأنه سيعمل على التدخل لإتمام أشغال الطريق المعنية، لكن دون جدوى، وبتاريخ 10 ماي من العام الماضي، عاد السكان فاتصلوا بالرجل، في حضور قائد المنطقة، وأمام إلحاحهم تقرر إيفاد لجنة إلى عين المكان، وهي مكونة من المقاول وتقني من الجماعة وعون سلطة وممثل عن السكان، حيث عاين الجميع وضعية الطريق التي خربتها الأشغال عوض إصلاحها، ويومها تعهد المقاول والتقني أمام الجميع أنهما سيباشران الإصلاح بعد شهر، وبعد مضي الكثير من الأسابيع والشهور لم تتم ترجمة الوعود، اللهم جرافة سبق أن ظهرت بالمكان وحاولت تسوية الأمر بصورة سطحية في محاولة لذر الرماد في العيون وربح بعض الوقت. علي خداوي، باحث معروف في الثقافة الأمازيغية، ومن المهتمين بأوضاع المنطقة التي ينحدر منها، اتصل بدوره برئيس الجماعة في لقاء مصغر حول شكاوى سكان منطقته بخصوص وضعية الطريق، وحسب رسالة علي خداوي «لم تكن أجوبة الرئيس كافية ومقنعة بل كانت كلها حاملة لنبرة تنم بجلاء عن تصفية حسابات انتخابية ضد السكان الذين لم يصوتوا لصالح مرشح حزبه»، وأمام إصرار علي خداوي على قرار السكان بمراسلة جميع الجهات المسؤولة في سبيل فك العزلة عن السكان، «كان جواب الرئيس أكثر وقاحة، حيث قال بالحرف «وصلوها حتى ل محمد السادس» مستهينا بذلك بالسلطات كلها، ومنها أساسا السلطات العليا في البلاد»، حسب ما ورد في رسالة موجهة من طرف علي خداوي لعامل إقليمخنيفرة خلال شهر أكتوبر الماضي.