إلى وقت قريب، كانت أغلب الخضر وبعض مستلزمات الطبخ كالبادنجال والمقدنوس والسلجم... المستهلكة بالمدينة والدائرة والمصدرة أيضا إلى الفقيه بن صالح وخنيفرة، تنتج فيما يسمى بالجنانات بالمدينة، ولم تكن الأداة الرئيسة لإنتاجها سوى المياه العادمة، نظرا لكون المدينة كانت تعاني من افتقارها إلى قناة رئيسية وكبيرة للتصربف الصحي، وهو المشروع الأضخم في الجهة الذي كان الاتحاديون من وراء إنجازه لأهداف أخرى منها إنقاذ الساكنة من الفيضانات المترتبة عن الإمطار الغزيرة أو المفاجئة. الغريب في الأمر، وبعد استحداث محطة كبرى لتصفية المياه العادمة وإعادة معالجتها بحوالي 11 مليار سنتيم، لم يتم، ولحد الآن، توظيف إلا ثلثي طاقتها وتعطيل الثلث المتبقي الذي يوجد في وضعية جد مبهمة لا يعرف أسباب ذلك سوى مسؤولي الشركة التي رست عليها الصفقة، تاركين السكان في مواجهة عواقب الأمطار والأوحال والروائح الكريهة ولذغات الحشرات المضرة. ولإخفاء جوهر المشكل، لجأت هذه المقاولة إلى وضع قنوات لدفع المياه العادمة بعيدا في اتجاه الفرشة المائية التي تزود المدينة والدائرة بالماء الشروب. مصدر صحي أكد للجريدة أن حياة السكان أصبحت في خطر أمام انتشار الحالات المصابة بالتهاب الفيروس الكبدي من جراء شرب هذه المياه المختلطة، مما خلق جوا من القلق الدائم لدى سكان المنطقة تحسبا لانتشار العدوى ويطالبون كل الجهات المسؤولة بفتح تحقيق تقني وصحي حول دور هذه المحطة وحول عواقبها الصحية، خاصة وأن المنطقة أصبح يسجل فيها، ولأول مرة في تاريخها، إقبال متزايد على شراء واستهلاك المياه المعدنية هربا من الأخطار الصحية التي قد تنجم عن استهلاك مياه تلك الفرشة المائية.