توصلت جريدة الاتحاد الاشتراكي بعريضة موجهة من ساكنة مدينة الدريوش إلى السيدة وزيرة الصحة تتضمن 672 توقيعا، علاوة على توقيعات لأحزاب سياسية وجمعيات المجتمع المدني. العريضة تعبر عن احتجاج السكان على الغياب التام للمرافق الصحية القادرة على الاستجابة لانتظاراتهم، وتطالب بالتعجيل بإيجاد حلول ناجعة ومستعجلة لإنقاذ أرواح المواطنين وصيانة كرامتهم وحقهم الطبيعي والمشروع في الولوج إلى الخدمات الصحية، إسوة بجميع المواطنين في ربوع المغرب. وقد شددت العريضة على ضرورة إعطاء الأولوية لهذا الإقليم ضمن برامج الوزارة الصحية من خلال التعجيل بتحويل المركز الصحي بالدريوش إلى مستشفى محلي وتزويده بالتجهيزات والأطر الصحية المتخصصة. كما التمس الموقعون على العريضة خلق نواة للمستعجلات بالمدينة للحد من معاناة المواطنين، في انتظار بناء مستشفى إقليمي يستجيب لتطلعات المواطنين ويحقق انتظاراتهم الملحة في الولوج إلى العلاج في ظروف تحترم كرامتهم وتشعرهم بالمواطنة الكاملة وترفع عنهم الشعور بالإقصاء والتهميش والدونية. ومما جاء في الرسالة التي وجهت نسخة منها قصد الإخبار إلى عامل الإقليم: « إن أبناء الإقليم عامة ومدينة الدريوش بشكل خاص -سيدتي الوزيرة- في القرن الواحد والعشرين لا يجدون أمامهم في مستوصفات الدولة ومراكزها الصحية حتى الحد الأدنى من الخدمات، وحتى ما هو متاح لا يستفيد منه المواطنون بسبب إهمال الأطر الطبية وعدم احترامها لواجباتها المهنية، فالممرضون يغادرون مع منتصف النهار على أبعد تقدير والأدوية توزع على غير مستحقيها. أما من شاءت من النساء الحوامل أن تضع حملها، فما عليها سوى شد الرحال إلى المستشفى الحسني بالناظور الذي يبعد عن أقرب نقطة من هذا الإقليم بما لا يقل عن 60 كيلومترا، مع ما يعني ذلك من معاناة حقيقية تتضاعف بسبب وعورة المسالك ورداءة الطرق وغياب سيارات الإسعاف. وقد اضطرت كثير من الحالات إلى وضع مواليدهن أمام أبواب المراكز الصحية التي رفضت استقبالهن بدعوى عدم توفر الشروط المناسبة، فيما توفيت حالات أخرى كثيرة في الطريق بسبب بعد المسافة. وتزداد معاناة المرضى من الأطفال والشيوخ والمصابين بالأمراض المزمنة كأمراض الربو والسكري والقلب... وغيرهم حينما يداهمهم المرض ليلا،خاصة في الحالات التي تحتاج إلى تدخل طبي مستعجل، ذلك أنه لم يعد مسموحا للناس أن يمرضوا سوى في النهار!... أليس من العار -سيدتي الوزيرة- أن إقليما بكامله -بطوله وعرضه- لا يتوفر ولو على مستشفى واحد؟!... فكل ما هو متوفر مستوصفات أو مراكز صحية بئيسة يِؤطرها طبيب عام يعتمد على أساليب الاستنطاق لتشخيص الأمراض!... أليس من العار أن آلاف من المواطنين ما يزالون محرومين من العلاجات المتخصصة على امتداد إقليم كامل؟!... ألا يستحق المواطنون بهذا الإقليم معاملة صحية تليق بآدميتهم؟!...».