بعد النجاح اللافت الذي حققته الدورات السابقة للمهرجان الدولي لفيلم الطالب، تنظم جمعية «فنون ومهن» في الفترة الممتدة ما بين 23 و26 مارس 2011 الدورة الرابعة لهذا المهرجان بالبيضاء. ويهدف هذا الحدث الفني، الذي يفتتح مساء اليوم بمسرح محمد السادس بالبيضاء ، والمقام تحت شعار «تجديد وتنمية»، إلى تعزيز وتطوير الفن البصري بكل أشكاله وأساليبه، من خلال الأعمال الإبداعية المقدمة التي ينتجها الطلبة من مختلف المدارس السينمائية الدولية (أفلام وثائقية، أفلام روائية، أفلام تجريبية، فيديو كليبات، أفلام التحريك)، بروح من الانفتاح والتبادل. كما تقترح هذه الدورة مباراة موضوعاتية حول «الاتصالات في أفق 2020» ، قصد تحفيز التفكير في آفاق هذا المجال التكنولوجي الذي يشهد تطورا متصاعدا ورصد العلاقة التفاعلية التي تجمع الشباب بهذا القطاع الحيوي. يتيح المهرجان، إذن، الفرصة للشباب للتعريف بإنتجاتهم الفيلمية والاحتكاك بتجارب الهنا والهناك، حيث ستعرف هذه الدورة مشاركة عدد وازن من الطلبة الذين يمثلون عدة بلدان صديقة وشقيقة : ألمانيا، ألبانيا، بلجيكا، بلغاريا، بوركينا فاسو، الصين، مصر، اسبانيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية ، فرنسا، لبنان، تشاد، تونس، تركيا، سوريا، بنين والمغرب البلد المضيف. إلى جانب العروض المنتقاة، بادر المهرجان إلى إعداد مجموعة من الأنشطة الفنية الموازية بغية مد جسور الحوار والتواصل بين المشاركين وجمهور المتلقين، وكذا إتاحة فرص أخرى للتبادل والشراكة. هكذا، يتضمن برنامج هذه الدورة معرضا للفنون الجميلة (التصوير الصباغي، الفوتوغرافيا والأزياء التاريخية)، بتعاون مع مدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، وجمعية بصمات ومؤسسة إفريكوم، ومحترفا حول تقنيات أفلام التحريك من تأطير مويرا مارغان، رئيسة شعبة فيلم التحريك بمدرسة غوبلان (باريس)، ولقاء مفتوحا مع المخرج المصري أحمد شاكر، وورشة حول الرسوم المتحركة تحت إشراف بريجيد ماهر أستاذة بالجامعة الأمريكية بشراكة مع الخدمات الثقافية الأمريكية، إضافة إلى حفل تكريم الناقد السينمائي الراحل نور الدين كشطي بتنسيق مع مجلة سينماغ والجمعية المغربية لنقاد السينما. وحول أبعاد هذه الدورة الجديدة، تقول وفاء البورقادي رئيسة المهرجان:«إن موعدنا الإبداعي والاحتفالي، والذي اختار لنفسه هذه السنة شعار: «ابتكار وتطوير»، يبقى وفيّا لرسالته الرئيسية، وهي الرسالة المتمثّلة في تأهيل الشباب المخرج المتعطّشين إلى الجَمال والمغامرة والحرّيّة. فمن سنة لأخرى، شيّدنا صرحا حاولنا أن يكون منسجما ومتماسكا، واأن يجسّد في موعده الرابع اليوم بشكل بارز السبيل الذي قطعه في مجال الفنّ والسمعي البصري، مع رفع تحدّيات الجودة الفنّية والدقة. إنه يتقدّم باعتزاز إلى عشّاق السينما، مع الإنصات أكثر إلى الفضاءات الحرّة للإبداع التي تتصل بمستقبل الثقافة البصرية أكثر مما تنشدّ إلى ماضيها، وذلك عبْر حيويّة وتنوّع تعبيراتها المعاصرة. وينبغي تسجيل أنّ هذا التنوّع (أفلام التحريك، أفلام تجريبية، أفلام تخييلية، أفلام وثائقيّة، كليبات) تتخطّى الحدود بين الممارسات الفنية، وتظلّ هي القلب النّابض للدورات السابقة بلا منازع. ومن ثمّ، فإنّ مستقبل السينما والقطاع السمعي البصري يسير في الاتّجاه الصحيح، كما تدلّ على ذلك نوعية الأفلام المنتقاة من أجل التنافس بصورة صارمة ودقيقة.» وفي كلمة تحت عنوان «قاموس حقيقيّ للإبداع»، كتب الناقد الفني عبد الله الشيخ مدير المهرجان : «إنّ الأفلام التي أنجزها الطلبة تتصل اتصالا وثيقا بجوهر وجودنا، وبالمفارقات التي نعيشها في حياتنا اليومية. أفلام تنصت إلى التحوّلات التي يعرفها عالم اليوم، مع العمل على خرْق الإكراهات والممنوعات، والتطلع إلى فضاءات المتعة واللّذة والخيال. فكلّ مبدع شابّ يجمع في إنتاجه الفيلمي بيْن جسده وروحه، ومن ثمّ فهو يضفي الشرعية على الفعل المتعدّد للإبداع، وعلى حريّة التعبير والحقّ في المستقبل: إنه موقف جرّيء ومنطقي.» هذا، وسيكرم المهرجان، خلال حفل افتتاحه، مساء يومه الأربعاء، ذاكرة الناقد السينمائي الراحل نور الدين كشطي.