كشفت آخر إحصائيات مرصد السياحة بأن عدد السياح الذين زارو المغرب في 2016 بلغ 10,3 ملايين سائح بارتفاع وهو رقم بعيد كل البعد عن أهداف المخطط العشري الذي وضعه المغرب في أفق 2020. فمنذ 6 سنوات وعد واضعو «رؤية 2020» بمضاعفة حجم القطاع السياحي، وذلك من خلال استهداف توفير 200 ألف سرير فندقي جديد أو ما يعادلها وكذا الرفع من عدد السياح المترددين على المغرب إلى 20 مليون سائح بمتم عام 2020، غير أن النتائج المحصل عليها فيما يخص ورش «المنتوج السياحي»، تظل دون الطموحات، خاصة فيما يتعلق بمكونه الرئيسي والهيكلي وهو المخطط الأزرق. فقد تم حتى الأن إنجاز أقل من 3000 سريرا مقابل 85540 سريرا مستهدفا، أي بنسبة إنجاز لم تتجاوز 2.7 في المئة. ونذكر هنا بأن هدف رؤية 2020 كان هو مضاعفة الطاقة الاستيعابية للقطاع، مع إنشاء 200.000 سرير جديد . كما وعدت الاستراتيجية بخلق 470.000 وظيفة مباشرة جديدة في جميع أنحاء البلاد (1 مليون بحلول عام 2020). وتوقع واضعو الاستراتيجية أن تصل عائدات السياحة إلى 140 مليار درهم في عام 2020. غير أنه بعد 6 سنوات من تفعيل المخطط تبين أن عدد السياح لم يتزحزح عن عتبة 10 ملايين التي كانت في الأصل هدف المخطط العشري السابق، وفي 2015 جلب المغرب 10.17 مليون سائح وينتظر في 2016 ألا يتجاوز العدد هذه العتبة بكثير ، ما يعني أن تحقيق هدف 20 مليون سائح في أقل من 4 سنوات بات أمرا شبه مستحيل. أما عائدات السياحة التي وعد المخطط برفعها إلى 140 مليار درهم فإنها حتى متم 2016 لم تتجاوز 63.3 مليار درهم ما يعني نموا بنسبة 3.5 في المئة مقارنة مع مداخيل 2015 ، والحال أن تحقيق 76 مليار درهم إضافية في 4 سنوات سيحتاج إلى وتيرة نمو لا تقل عن 30 في المئة وليس 3 في المئة .. وذكر المرصد في نشرة للإحصائيات حول السياحة بالمغرب خلال شهر دجنبر 2016، استنادا إلى معطيات نشرتها المديرية العامة للأمن الوطني، أن عدد السياح الأجانب تقلص ب 0,9 في المئة، فيما سجل عدد المغاربة المقيمين بالخارج ارتفاعا ب 4 في المئة. وأوضح المرصد أن عدد السياح الوافدين من اسبانيا وهولندا وبلجيكا سجل ارتفاعا على التوالي ب2 و3 و2 في المئة، فيما سجل عدد السياح القادمين من المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا انخفاضا ب6 و2 و1 في المئة على التوالي. وأبرز أن عدد السياح الصينيين والروس سجل ارتفاعا على التوالي ب 32 ألفا و329 سائح، و23 ألف و921 سائح إضافي، مقارنة مع سنة 2015. وأشار المرصد استنادا إلى معطيات مهنيي الإيواء السياحي، إلى أن إجمالي عدد ليالي المبيت المسجلة في المؤسسات السياحية المصنفة سجل ارتفاعا بنسبة 4,5 في المئة مقارنة مع متم سنة 2015 (بسبب ارتفاع السياح غير المقيمين بنسبة 1,4 في المئة و 11 في المئة بالنسبة للمقيمين). ومثل قطبا السياحة مراكش وأكادير لوحدهما، حسب المصدر ذاته، 60 في المئة من مجموع ليالي المبيت خلال السنة الماضية، مسجلين بذلك ارتفاعا ب6 و4 في المئة على التوالي. وأبرز المرصد أن باقي الوجهات سجلت نتائجا متباينة بتسجيل ارتفاع بالدار البيضاء بنسبة +6 في المئة، وطنجة بنسبة +9 في المئة، فيما سجلت الرباط استقرارا وفاس انخفاضا بنسبة -6 في المئة. وبخصوص معدل الملء الذي بلغ 40 في المئة إلى حدود متم دجنبر 2016، فقد بقي، حسب المصدر نفسه، دون تغيير مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2015. وفي متم سنة 2016، ارتفعت المداخيل المستمدة من النشاط السياحي لغير المقيمين بالمغرب إلى 63,24 مليار درهم مقابل 61,15 مليار درهم سنة 2015، أي بزيادة بنسبة 3,4 في المئة. وخلال شهر نونبر 2016، سجل عدد السياح الوافدين على المراكز الحدودية ارتفاعا بنسبة 11,2 في المئة مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2015 (زائد 14,4 في المئة بالنسبة للسياح الأجانب، و7,4 في المئة بالنسبة للمغاربة المقيمين بالخارج).