أصبحت ظاهرة احتلال الملك العومي بمكناس تثير غضب وسخط الساكنة، لتنضاف إلى العديد من الاختلالات والنقائص المصاحبة لتدبير الشأن المحلي للمدينة، لتصبح عنوانا على « سوء التدبير». وقد عبر العديد من المهتمين بالشأن المحلي والفاعلين الجمعوين والحقوقيين بمكناس ،على صفحات التواصل الاجتماعي، عن سخطهم تجاه هذه الظاهرة التي أصبحت تؤرق بالهم نظرا لتناميها بشكل غير مسبوق يكاد يجعل مدينة مكناس بدون أرصفة مخصصة للمارة، حيث يعمد عدد من أصحاب المقاهي والمحلات التجارية إلى تسييج الرصيف المحاذي لمحلاتهم بالحديد والبلاستيك في حين يستولي الباعة الجائلون على ما تبقى منه. و أكد بعضهم أن الأمر أصبح يشكل خطورة كبيرة على أبنائهم العائدين من المدرسة في أوقات الذروة، فاحتلال الرصيف غالبا ما يدفع الأطفال للسير في مسار السيارات والدراجات النارية وغيرها من وسائل النقل ما يعرض حياتهم للخطر.وأضاف المحتجون أن هذه الظاهرة اكتسحت جميع أحياء المدينة وصولا إلى وسطها وقلبها النابض «حمرية» في غياب تام لدور الشرطة الإدارية. وتجدر الاشارة إلى أن الميثاق الجماعي في البند 8 من المادة 47 من الفصل الثاني التي تحدد اختصاصات رئيس المجلس الجماعي، ينص على أنه يتخذ القرارات المتعلقة بتدبيرالملك العمومي الجماعي ويمنح رخص الاحتلال المؤقت للملك العمومي بإقامة بناء، وفي المادة 50 منه يمارس رئيس المجلس الجماعي اختصاصات الشرطة الإدارية في ميادين الوقاية الصحية والنظافة والسكينة العمومية وسلامة المرور، وذلك عن طريق اتخاذ قرارات تنظيمية بواسطة تدابير شرطة فردية هي الإذن أو الأمر أو المنع. وأمام تنامي هذه الظاهرة تستغرب ساكنة مكناس سكوت السلطات المحلية والمنتخبين تجاه هذه الخروقات التي أصبحت تهدد المواطنين في سلامتهم الجسدية وتسلب حقهم في استغلال الملك العمومي، وتشوه جمالية المدينة وطابعها المعماري التراثي. ويعزو البعض هذا السكوت إلى استثماره من طرف بعض المستشارين الجماعيين في حملاتهم الانتخابية، بينما ربطها آخرون بالوضع الأمني والتخوف من احتجاج هذه الفئة التي اتسعت قاعدتها إذا أضفنا لها الباعة بأسواق الخضر العشوائية «السويقات». و يأمل المواطن المكناسي أن تبادر السلطات المسؤولة إلى تحرير الملك العمومي المحتل ، جراء تطاول بعض أصحاب المقاهي والمحلات التجارية على الأرصفة، والعمل على إيجاد حلول منصفة للباعة الجائلين الساعين وراء قوتهم اليومي لإعالة أسرهم ، من خلال إحداث أسواق نموذجية تأويهم بعيدا عن عرقلة الطرقات والمسالك .