وأخيرا جرت المباراة المؤجلة، التي كثر القيل والقال عنها برسم مؤجل الدورة 19 بين أولمبيك أسفي والوداد البيضاوي يوم أول أمس الأربعاء، والتي شهدت، مرة أخرى، تضييع الفريق الأسفي فرصة العمر المتمثلة في الانفراد بالصف الأول، على العكس من ذلك حصد الفريق أول هزيمة بملعب المسيرة وأمام جماهيره الغفيرة، التي كانت هذه المرة في الموعد إلى جانب عدد لا يستهان به من مناصري ومحبي الفريق البيضاوي. بالرجوع إلى تفاصيل المباراة، التي أدارها الحكم خالد النوني بمساعدة سينا بوبكر ومحمد أمضماض، فإنها شهدت مستوى تقنيا ضعيفا من الجانبين، ترجمته الفرص القليلة للتسجيل وكثرة التوقفات والأخطاء الفادحة في تمرير الكرة، حتى أن البعض تفاجأ بأسلوب وخطة المدربين الوطنيين السكتيوي وفخر الدين، خصوصا أن الفريق المضيف يتقاسم صدارة سبورة الترتيب والفريق الزائر ليس سوى الوداد المتوفر حديثا على 3 لاعبين دوليين ومحترفين سابقين. فأغلب فترات اللقاء تميزت بمحاولة السيطرة على وسط الميدان مع الاعتماد الكلي على الكرات الثابتة بواسطة اللاعبين أجدو والزوين. لتبقى أحسن الفرص السانحة للتسجيل، التي لم يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة: أونداما د1 و د16 و أجدو د30 و الخالقي د31 وبرابح د63، أما الفريق الأسفي فقد ضيع لاعبوه بعض الفرص النادرة: الزوين د73 و رأسية السملالي د83 و قذفة بنشعيبة العالية د 89 و كرة البديل أكناو د95 . وأمام الرتابة والإيقاع البطيء والمستوى الضعيف الذي ميز المباراة، سيقدم اللاعبون صورة بعيدة كل البعد عن تقاليد الروح الرياضية ومبادئ اللعب النظيف والمسؤول والاحترافي، ليساهم الجميع في معارك متكررة ونزالات يطبعها الرفس والدفع والضرب.. سيضطر خلالها الحكم النوني إلى إشهار عدد من البطاقات الصفراء و3 بطاقات حمراء في وجه كل من العماري ولاعب المنتخب القديم - الجديد العليوي وفابريس أونداما الذي كان بطل الربع الأخير من المباراة بتسجيله هدفا مباغتا وشيطانيا في حدود الدقيقة 75 بعد أن استغل «سذاجة والنية المفرطة» لمدافعي الأولمبيك الذين ترددوا كثيرا في إبعاد إحدى الكرات بدعوى ضرورة التوقف وإخراج الكرة لمعالجة أحد لاعبي الوداد البيضاوي. هذا الهدف الذي اعتبره الجمهور «شمتة» أعاد سيناريو مباراة الذهاب بحيث بنفس الطريقة والملابسات استطاع لاعب الوداد سكوما تسجيل هدف الفوز في الدقائق الأخيرة، مستغلا نفس أخطاء لاعبي الأولمبيك. انتصر الوداد في المباراة التي تردد كثيرا قبل إجرائها بدعوى سوء البرمجة والاستحقاقات القارية، انهزمت الأولمبيك لأول مرة في عقر دارها بعد التعادل الأخير ضد الوداد الفاسي، لتوضع أكثر من علامة استفهام حول الضغوط النفسية وثقل المسؤولية التي بدا لاعبو أسفي يحسون بها، ولتتأكد أيضا تخوفات وملاحظات المدرب السكتيوي الذي أشار إلى هذه التفاصل في أكثر من مناسبة في انتظار القادم من دورات البطولة، التي لن تختلف كثيرا عن سيناريو هذه المباراة.