ككشفت جبهة البوليساريو عن استمرار سياستها العدائية والاستفزازية للمغرب، حيث قرر ما تطلق عليه مجلسها الوزاري، صرف الميزانية المتحصلة من الدعم الجزائري والمساعدات الإنسانية، في دعم قدرات مسلحيها فوق التراب الجزائري ودعم عملائها في الداخل المغربي أو ما يسمي ببوليزاريو الداخل، وكتبت وكالة إعلامية ناطقة باسم الجبهة أن الأولويات «تبدأ بالرفع من قدرات جيش التحرير ليكون في أقصى درجات الجاهزية والاستعداد الدائم للتعاطي مع أي تطورات، ودعم المقاومة السلمية التي تجسدها انتفاضة الاستقلال». وبذلك تكرس البوليساريو واقع التهميش والفقر المدقع الذي يعيش فيه المحاصرون فوق التراب الجزائري، وذلك باتباعها سياسات تجويعهم واضطهادهم ضد كل منطق إنساني، وهو ما أوصل القناعة إلى عدد من المانحين من مؤسسات وأفراد إلى وقف تقديم المساعدات للبوليساريو. وكان عدد من قادة البوليساريو وزعوا تصريحات استعراضية، حول قدراتهم العسكرية واستعدادهم للعودة إلى الحرب، وتخطي قرار وقف إطلاق النار. وتأتي الاستفزازات الجديدة بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وسعي الدبلوماسية المغربية إلى مزيد من حصار البوليساريو داخل العمق الإفريقي بعد أن تحول إلى كيان مدعوم من أقلية من الدول الإفريقية في حين انحازت الأغلبية إلى دعم موقف المغرب بما يقارب 40 دولة. نفس سياق التصعيد تشنه الجزائر عبر إعلامها حيث كتبت صحيفة (وقت الجزائر)، مقالا اليوم، هاجت فيه الوزير المنتدب في الخارجية المغربية، ناصر بوريطة، بعد تأكيده أن المغرب لن يعترف أبدا ب»الجمهورية الصحراوية»، مشيرة إلى أن هذا يتناقض جملة وتفصيلا مع التوقيع على 33 بندا في شروط الانضمام التي يأتي على رأسها الاعتراف ب»الجمهورية الصحراوية».وتابعت الصحيفة أن بوريطة قال في مقابلة مع موقع «لوديسك» الإخباري أمس الأول، «لا يعترف المغرب ولن يعترف أبدا بالصحراء الغربية، ليس ذلك فقط، بل سيكثف الجهود ليجعل الدول، وخصوصا الإفريقية، التي تعترف بالجمهورية الصحراوية تغير موقفها ليكون في صالح المغرب»، مضيفا في مقابلته أن «عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي لن يبدل في شيء مواقف المغرب فيما يخص قضية الصحراء». وانهالت الجريدة بالسب والقذف في حق الدبلوماسي المغربي والمغرب، معتبرة أنه (المغرب) يناور ويلعب أدوارا « قذرة» بسبب دفاعه عن وحدته الترابية. وعلى صعيد آخر أقرت الجزائر بضعف منظومتها في حماية حدودها، خاصة مع دول الساحل الصحراوي، حيث أعرب رئيس دائرة الاستعمال والتحضير بوزارة الدفاع الوطني الجزائري عن «التخوف من أن يتم استغلال المهاجرين من طرف الإرهابيين ومدبري الجريمة المنظمة، الذين أصبحوا يشكلون خطرا على أمن واستقرار المنطقة». وأضاف المصدر إن «ظاهرة الهجرة غير الشرعية تفاقمت وأصبحت مصدرا لقلق العديد من الدول، بسبب صعوبة مراقبة التدفق الهائل للمهاجرين». وكانت الجزائر مثار إدانة من طرف جمعيات حقوق الإنسان بسبب سوء معاملتها للمهاجرين وتعرضهم للتمييز وسوء المعاملة.