تتواصل الحركات الاحتجاجية لعمال وعاملات شركة مفاحم المغرب، رغم قساوة أحوال الطقس ومعاناة العمال المصابين بمرض «السيليكوز»، فمنذ فاتح غشت 2016، ومجموعة من العمال يخوضون اعتصاما مفتوحا بجانب إدارة مفاحم المغرب في ظروف قاسية متشبثين بتحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة.. بعد عدة مسيرات في اتجاه مدينة الرباط عبر مدينة العيون وإلى مدينة وجدة، مشيا على الأقدام انتهت بالتهديد بانتحار جماعي تحت عجلات القطار بكنفودة يوم 17 أكتوبر 2016. وقد تم عقد لقاء بتاريخ 18 أكتوبر 2016، بولاية جهة الشرق، تحت إشراف والي الجهة مع 9 أفراد مبعوثين من طرف العمال والعاملات المحتجين، ووعد الوالي بأن يحل هذا الملف الذي طال أمده، وتم عقد لقاء ثان بتاريخ 26 أكتوبر 2016، تحت إشراف الكاتب العام للولاية بحضور ممثل الهيدروكاربورات والمعادن وفي غياب لمصفي شركة مفاحم المغرب؟ وبعد مرور شهور وعدم الوفاء بالعهود، خرج العمال والعاملات في مسيرة أخرى في اتجاه مدينة وجدة ليلة 8 دجنبر 2016، مشيا على الأقدام فلحق بهم أحد النواب البرلمانيين عن المدينة ووعدهم بلقاء وزراء الداخلية والمالية والتشغيل، فقرروا الرجوع إلى معتصمهم بمدينة جرادة، إلا أن شيئا من هذا لم يقع فقرروا نهج شكل آخر من أشكال الاحتجاج منظمين مسيرة صامتة تجوب شوارع المدينة حاملين نعشا رمزيا به مطالبهم وأقاموا صلاة رمزية ترحما على حقوقهم المهضومة.. ويوم الأربعاء 04 يناير 2017، انطلقت مسيرة أخرى من حاسي بلال من حي المسيرة إلا أنهم تعرضوا لمضايقات القوات المساعدة والشرطة أمام ثانوية الزرقطوني، حيث أصيب أربعة عمال بإغماءات نتيجة ضيق التنفس لإصابتهم بمرض السيليكوز نقلوا على إثرها في حالة استعجالية إلى المستشفى الاقليمي بجرادة لتلقي الاسعافات الضرورية، وتوجه المحتجون نحو عمالة الاقليم رافعين شعارات مستنكرة لامبالاة المسؤولين وهددوا بالمبيت في العراء أمام عمالة الإقليم إلا أنهم منعوا من ذلك.. ودام الاحتجاج إلى حدود منتصف الليل، وأصدروا بيانا استنكاريا احتجاجا على التدخل الذي وصف ب»العنيف» الذي تعرضت له مسيرتهم، وعبروا عن إدانتهم لهذا التدخل ، متشبثين بمطالبهم العادلة والمشروعة وعازمين على الاستمرار في خطوات نضالية سلمية حتى تحقيق كافة مطالبهم. ونشير إلى أن العاملات والعمال نظموا وقفة احتجاجية أمام عمالة الإقليم أوائل شهر يناير، استنكروا خلالها ما اعتبروه «وعودا زائفة» و»الشح» في إعطاء المعلومة بشأن مآل ملفهم فارضين عليهم وعلى الجمعيات التي تمثلهم حصارا عند ولوجهم عمالة الإقليم، كما وقع لإحدى العاملات التي اعترض سبيلها أحد أفرا القوات المساعدة طالبا منها انتظار أن يأذن لها «الشاف» بالدخول؟