أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، أن الذكرى 73 لانتفاضة 29 يناير 1944، تعتبر محطة تاريخية وازنة في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال الذي خاضه العرش والشعب دفاعا عن حياض الوطن وذودا عن مقدسات الأمة وثوابتها. وأبرز مصطفى الكثيري في كلمة ألقاها خلال مهرجان خطابي نظم يوم الاثنين بمدينة سلا، إحياء للذكرى 73 لانتفاضة 29 يناير 1944، أن هذه الانتفاضة التي تؤرخ للعودة القوية للحركة الوطنية إلى مسرح الأحداث بعد أن اعتقدت الإقامة العامة أنها أحكمت الطوق على الشعب المغربي، وأخمدت شعلة المقاومة، وأرغمت المغاربة على الخضوع والاستسلام، ضاعفت من العمل النضالي واتساع رقعته لتشمل كافة التراب الوطني، بعدما تكتلت طلائع الوطنيين حول بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس. واستحضر في هذا السياق نضالات ساكنة مدينة سلا ، «التي تعتبر قلعة الصمود والوطنية والجهاد، المشهود لها بحضورها الوازن عبر التاريخ في كل المحطات النضالية، والتي كان لها قصب السبق في هذه الانتفاضة العارمة تأييدا لمضمون وثيقة المطالبة بالاستقلال»، مبرزا ما تطفح به هذه الذكرى من دروس وعبر بليغة تدعو إلى التحلي بقيم الوطنية الصادقة والتشبع بفضائل المواطنة الحقة، «والتي ما أحوج الأجيال الصاعدة إلى النهل من ينابيعها الفياضة والاغتراف من مخزونها المتدفق باعتبارها تذكي الحماس في نفوس الناشئة وتشحذ الهمم وتحث على الانغمار في مسلسل البناء والنماء بقيادة جلالة الملك محمد السادس». من جهة أخرى ذكر الكثيري بأن مطلب الوحدة الترابية شكل لازمة لمطلب الاستقلال الوطني مشيرا إلى أن استحضار قضية الوحدة الترابية في هذه المناسبة من أولى الأولويات المغرب الذي يواصل نضاله من أجل صيانة الوحدة الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية. وبهذه المناسبة تم تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عربون وفاء وبرور بمناقبهم الحميدة وأعمالهم الجليلة وتضحياتهم الجسام. وكان المندوب السامي لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير والمنتخبون المحليون ورجال السلطة المحلية قد وقفوا أمام اللوحة التذكارية المخلدة لحدث 29 يناير 1944، بساحة مسجد السنة بالرباط ، كما قاموا بالترحم على أرواح الشهداء بمقبرة يعقوب المنصور، ومقبرة الشهداء بمدينة الرباط، ومقبرة الشهداء بسيدي بنعاشر بمدينة سلا .