المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    ارتفاع رقم معاملات السلطة المينائية طنجة المتوسط بنسبة 11 في المائة عند متم شتنبر    إيداع "أبناء المليارديرات" السجن ومتابعتهم بتهم الإغتصاب والإحتجاز والضرب والجرح واستهلاك المخدرات    بلومبرغ: زيارة الرئيس الصيني للمغرب تعكس رغبة بكين في تعزيز التعاون المشترك مع الرباط ضمن مبادرة "الحزام والطريق"    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    أشبال الأطلس يختتمون تصفيات "الكان" برباعية في شباك ليبيا    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الرباط.. إطلاق معرض للإبداعات الفنية لموظفات وموظفي الشرطة    بوريطة: الجهود مستمرة لمواجهة ظاهرة السمسرة في مواعيد التأشيرات الأوروبية    اللقب الإفريقي يفلت من نساء الجيش    منتخب المغرب للغولف يتوج بعجمان    ‬النصيري يهز الشباك مع "فنربخشة"    الجمارك تجتمع بمهنيي النقل الدولي لمناقشة حركة التصدير والاستيراد وتحسين ظروف العمل بميناء بني انصار    عبد الله بوصوف.. النظام الجزائري من معركة كسر العظام الى معركة كسر الأقلام    نهضة بركان يتجاوز حسنية أكادير 2-1 ويوسع الفارق عن أقرب الملاحقين    عمليات تتيح فصل توائم في المغرب    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    بعد قرار توقيف نتنياهو وغالانت.. بوريل: ليس بوسع حكومات أوروبا التعامل بانتقائية مع أوامر المحكمة الجنائية الدولية    أنشيلوتي يفقد أعصابه بسبب سؤال عن الصحة العقلية لكيليان مبابي ويمتدح إبراهيم دياز    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة        المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء    التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي    اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور        قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    بعد سنوات من الحزن .. فرقة "لينكن بارك" تعود إلى الساحة بألبوم جديد    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«غيض من فيض ..أشكال السرد في السيرة الذاتية السياسية» .. 1/2
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 30 - 01 - 2017

«هذا غيض من فيض ..» (ص 150)، هكذا ينهي السارد إنجازه النصي في السيرة المكتوبة الموسومة بعنوان مثير: «زمن التناوب الثالث» (1) ليؤشر على عمل سردي مفتوح لم يتعمد إغلاق باب الحكاية وإنهاء فعل الحكي، بل عمد إلى تركه مشرعا أمام احتمالات سردية أخرى قد يكتب لها أن تأتي في القادم من الأيام. إنها إشارة تدل على أننا إزاء «غيض» يتجسد في نص السيرة الذاتية التي أنتجها الأستاذ إدريس لشكر بوصفه فاعلا سياسيا متميزا في المشهد السياسي الوطني، وأن الأمر يتعلق بجزء مستوحى من «الفيض» المتمثل في سيرة سياسية أشمل تتضمن محكيات ذاتية أخرى ممكنة. فسيرة «زمن التناوب الثالث» تظل، وفق رؤية السارد، مدخلا دالا يسهم في القبض على الملامح الكبرى التي تطبع حياة مجتمعية بأكملها.
وإذ نقبل اليوم على ملامسة هذا العمل السير ذاتي ذي البعد السياسي، نشير إلى أننا آثرنا تجنب الكتابة عن العمل السردي لحظة صدوره حتى لا نقع ضحية سلبيات القراءات المتسرعة والمتجنية التي تسقط سيئات السياق العام على حسنات النص الخاص وتحمل الفاعل السياسي الدلالات الملتبسة والمرجوحة للمحكي السياسي. وقد حرصنا، بعد أن هدأت النفوس وانتهت تداعيات الظرفية الانتخابية، على ترك مسافة معقولة تسعف في إنجاز قراءة منصفة للسيرة السياسية لإدريس لشكر الذي انحاز إلى فعل الكتابة والمساهمة في التأسيس لتقليد غائب عن عالمنا العربي. فأغلب الزعماء السياسيين العرب يوثرون الصمت ويكبحون صوت الذاكرة لأسباب موضوعية وذاتية متعددة، ولا يقبلون على تحرير مذكراتهم أو كتابة سيرهم من أجل الكشف عن ملابسات الأحداث وإضاءة الكثير من مناطق الظل في التاريخ السياسي العربي. ولذلك، يأتي كتاب إدريس لشكر ليكسر العادات السياسية المألوفة وليشرك القراء في إعادة تمثل مساره الشخصي والسياسي وإبداع أجوبة جديدة ومقنعة حول أحداث وتطورات مجتمعية متنوعة. وعلى الأساس، نعتبر «زمن التناوب الثالث» عملا سرديا متميزا جديرا بالقراءة والتحليل لما يكشف عنه من معطيات دقيقة حول قضايا سياسية وحزبية مهمة، وما يقدمه من تصويبات وجيهة بخصوص مغالطات وشائعات مختلفة.
وسنسعى في هذه الورقة إلى الوقوف عند البناء السردي للمحكي السياسي كما نسجه إدريس لشكر متأملين كيفية إنتاج الخطاب السير ذاتي وملفوظاته سواء على الصعيد النصي اللساني أو على صعيد المعرفة السياسية والسياق المجتمعي. إن المقصد الذي نتوخاه لا يتجلى في معالجة مكونات المضمون الحكائي والبنيات الدلالية المشكلة للسيرة الذاتية السياسية، يتجسد في الكشف عن القدرة السردية التي تمكن الفاعل السياسي من ترجمة الحياة إلى نص مكتوب. وبتعبير أدق، نروم إبراز الآليات السردية التي توسل بها المؤلف في إعادة صياغة تفاصيل المسار الشخصي والسياسي في قالب حكائي تمتزج فيه هواجس الذات بتفاعلات المجتمع (2). إنه المنطق السيميائي الذي يدعونا إلى عدم الاكتفاء بتقديم إجابات جاهزة عن سؤالي: ماذا؟ ولماذا؟ وتجاوز ذلك إلى الإجابة عن السؤال الأهم: كيف؟ ليست الغاية أن نجيب عن: ماذا تضمنت سيرة «زمن التناوب الثالث»؟ ولماذا اختار الكاتب تأليفها وسرد حكايته في هذه اللحظة بالذات؟ فاهتمامنا ينصب أساسا على كيفية تشييد الكاتب لسيرته الذاتية السياسية وفهم الطرق التي اعتمدها السارد في نسج محكياته وعوالمه السردية المحققة والمفترضة. ومن ثمة، سنستعين في ضبط الأشكال السردية، كما استوت في «زمن التناوب الثالث»، بجملة من التصورات والمفاهيم المستمدة من السرديات والسيميائيات واللسانيات والمعرفيات والمنطقيات وغيرها، بغية استيعاب البناء الحكائي ووظائف الذاكرة واشتغال الخطاب: إن على المستوى الذاتي أو على المستوى السياسي.
«زمن التناوب الثالث»: تقنية العتبات وسؤال الأجناس:
تقتضي القراءة النقدية لأي نص سردي تحديد هويته التعبيرية أو الإبداعية كي تتمكن المعالجة التحليلية من استحضار القواعد والمبادئ المتحكمة في إنتاجه وتشكيله وأخذها بعين الاعتبار في تفكيك محكياته وبنياتها الوظيفية. ومن ثمة، تستلزم مقاربة البناء السردي في نص «زمن التناوب الثالث»، في المقام الأول، بسط الحديث عن طبيعة الجنس الكتابي الذي يندرج فيه، ومعرفة إن كان العمل المنجز تدوينا واقعيا أم تقريرا أدبيا، كتابة نثرية أم إبداعا حكائيا، مذكرات سياسية أم سيرة ذاتية. وليس الهدف من ذلك اللجوء إلى التصنيفات الجاهزة التي تحول دون الإنصات للصوت النصي كما هو، وإنما مراعاة التأطير الأجناسي الكفيل بإدراك كيفية اشتغال النص وتوجيه الآليات القرائية بما يتلاءم مع محددات الكتابة السردية. ويتضح، من خلال العناصر الموازية والشكل الخارجي للنص السردي، أن المؤلف – ربما بوصفه فاعلا سياسيا وزعيما حزبيا – لم يرغب في الخوض في متاهات التجنيس الكتابي حيث ترك العنوان «زمن التناوب الثالث» حرا من أي تقييد يورده على شكل عنوان فرعي أو توصيف مضبوط. غير أن المؤلف عمد، عبر السارد في مقاطع سردية محددة، إلى إطلاق إشارات واضحة بخصوص نوع الكتابة التي مارسها والغاية من الخوض فيها.
وانطلاقا من ذلك، تفرض المقاربة السيميائية نفسها في وسم المنجز السردي لإدربس لشكر من خلال الاستعانة بتفكيك مختلف البنيات النصية، سواء تعلق الأمر بالبنيات اللفظية المتمثلة في بعض المقاطع السردية الداخلية، أو تعلق الأمر بالبنيات غير اللفظية المتجلية في العناصر الخارجية الموازية للنص السردي. وتستطيع المعالجة السيميائية استجماع المؤشرات الأجناسية المتنوعة عبر تأمل العتبات النصية المجسدة في الإخراج الفني لغلاف العمل (العنوان، كلمة ظهر الغلاف، الصورة، اللون، ...) وتحليل الملفوظات السردية والتأليف الحكائي المعتمد.
1.2. المعنى السياسي ودلالة العنوان:
يحمل العمل الذي وقعه إدريس لشكر عنوانا بارزا ثلاثي الكلمات حيث يتشكل من الوحدات التركيبية التالية: «زمن التناوب الثالث»، لكن إخراج التأليف اللغوي اتخذ طابعا خاصا إذ جاء مقسما على سطرين متواليين: يتضمن السطر الأول كلمة واحدة «زمن»، بينما يحتوي السطر الثاني على كلمتي: «التناوب الثالث». الأمر الذي يفيد أن بنية العنوان، وعلى الرغم من صيغتها المعجمية المشكلة من ثلاث كلمات، تتألف فقط من مكونين أساسيين: يتمثل المكون الأول في وحدة «الزمن» من جهة، ويتحدد المكون الثاني في وحدة «التناوب الثالث» من جهة ثانية. وتدفعنا هذه الملاحظة إلى القول بأن المؤلف، من خلال الشكل الخطي الذي ارتضاه لعنوان عمله، يهدف من وجهة النظر الوظيفية إلى تبئير وحدتين دلاليتين على نفس القدر من الأهمية ؛ لكأنه يجعل نصه السردي متمحورا بشكل خاص حول البؤرتين الرمزيتين للتناوب السياسي وزمنه كما يستخلص ذلك السارد: «أعتقد ختاما أننا بحاجة إلى تناوب ثالث..» (ص 149). وتكشف قصدية المؤلف – على مستوى النص الموازي – عن استراتيجية سردية تتخذ بعدا دائريا يكون فيها فضاء «التناوب الثالث» هو المبتدأ والمنتهى إذ أن عنوان «زمن التناوب الثالث» يعتبر أول عنصر يتلقفه القارئ على صدر الغلاف وتعبير «الحاجة إلى التناوب الثالث» يعد آخر ما يصل إليه المتلقي على مستوى ظهر الغلاف.
إن عتبة العنوان في النص السردي تكتسب أبعادا دلالية أقوى وأوضح إذا تجاوزنا القراءة الأفقية ذات الاتجاه الخطي الأحادي البعد، واعتمدنا نمط القراءة العمودية التي تستحضر بنيتين نصيتين أساسيتين ترتكزان على نفس المحتوى: الفصل السردي الأخير وكلمة ظهر الغلاف. واستنادا إلى ذلك، أي إلى ما يسميه منظرو الخطاب وعلماء النفس المعرفي: الاستراتيجية التنازلية والاستراتيجية التصاعدية، نقتفي أثر المعنى الذي يفيده تعبير «التناوب الثالث» (براون ويول. 1983 .Brown & Yule). إننا أمام المؤشرات الدلالية التالية التي تمنح العنوان موقعا حاسما في فهم البناء السردي الحامل للتصور السياسي للمؤلف:
أولا، تشكل كلمة ظهر الغلاف جزء نصيا مستلا من البنية السردية الواردة في الفصل الأخير من العمل مما يمنح للمقطع النصي حضورا دلاليا متميزا مقارنة مع باقي الأجزاء النصية حيث ورد في البنية الداخلية للنص السردي على لسان السارد، واعتمده المؤلف في النص الموازي على مستوى الغلاف.
ثانيا، يحمل الفصل الأخير من العمل السردي عنوانا دقيقا: «نحو التناوب الثالث» يوجهنا، بعد أن تلقينا الوحدة الدلالية (القديمة) «التناوب الثالث»، إلى التركيز على الوحدة الجديدة «نحو» وما تحمله من دلالات قصوى. فالإفادة، ها هنا، أن التناوب الثالث ليس عالما واقعيا ولا شكلا سياسيا محققا وملموسا (ماضيا أو حاضرا)، بل إنه عالم ممكن نستطيع التوجه نحوه وممارسة سياسية يمكن أن ننشدها ونصبو إليها (مستقبلا).
ثالثا، يؤدي استحضار بنية العنوان وخاتمة السرد، أي ما نسميه دمج المعلومات القديمة والمعلومات الجديدة في نظريات التلقي أو القراءة، إلى ضرورة المزج الدلالي بين تعبير «زمن التناوب الثالث» والصيغة اللغوية «نحو التناوب الثالث». ومن ثمة، يتحصل الاستنتاج بأن زمن التناوب الثالث هو الزمن الآتي الذي يأمل المؤلف تحققه، لنتأمل ما ورد في نفس المقطع النصي: «نأمل أن يدافع الشعب المغربي عن مستقبل أفضل .. مستقبل المساواة .. وتكافؤ الفرص .. والتنمية الاجتماعية الشاملة .. مستقبل تكون فيه الكلمة الفصل للقانون .. مجتمع لا مكان فيه للفساد والاختلالات الاجتماعية والترابية .. مجتمع تحفظ فيه للإنسان كرامته وحقوقه وحرياته .. وإجمالا مستقبل قائم على الحداثة والتقدم والتنمية والقيم الكونية.» (ص 149 – كلمة ظهر الغلاف).
رابعا، ورد تعبير «التناوب الثالث» في النص السردي على شكل بنية عددية تقتضي منطقيا استنفاذ تناوبين اثنين، وهو ما عبر عنه السارد بصيغة الجمع: «إننا في الاتحاد الاشتراكي، إذ اعتبرنا أن نتائج اقتراع 25 نوفمبر 2011 تناوبا ثانيا، بعد التناوب الأول الذي قدناه، لم يكن ممكنا أن نسمح لأنفسنا بالاستمرار في المشاركة في الحكومة بعد كل هذه الحقبة. عزمنا في أجهزتنا التقريرية على التحضير لتناوب ثالث.. نعم لتناوب ثالث..» (ص 114). غير أن الفصل السردي الأخير يفصح عن المعنى المقصود الذي يتجاوز البعد الرقمي أو العددي ليؤكد على البعد السياسي إذ يقرن السارد التناوب بسمات لازمة: «إن البلاد في حاجة إلى تناوب آخر.. تناوب يقوم على أساس تعاقد جديد بين الأحزاب السياسية والمجتمع المغرببي.. تعاقد انخرطنا فيه في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من خلال برنامج انتخابي يستحضر كل هذه المعطيات.» (ص 149).
وعلى الجملة، تأتي عتبة العنوان مسنودة بالنص الموازي لتجسد الإطار الدلالي المعرفي الموجه لقراءة النص السردي بأكمله إذ نستشف أن فعل الحكي لا يروم استرجاع الذكريات إشباعا لنزوة شخصية عابرة أو استحضار الماضي لتمجيده والافتخار بمنجزاته، بل يرصد التحولات المتعاقبة ويفكك التراكمات التاريخية بعين ناقدة ومستشرفة لمجتمع مغربي يلوح في الأفق. فقد حرص السارد في «زمن التناوب الثالث»على ختم محكياته بالقول: «ذلكم مساري الشخصي والسياسي.. سيرة يتقاطع فيها الذاتي مع الجماعي.. الغرض منها عرض الماضي، ولكن استشراف المستقبل.» (ص 147).
2.2. «الوردة» و»البنفسجي» أو سيميائية التعبير السردي:
إن المؤشرات الدلالية التي كشفنا عنها في ما يتعلق بعتبة العنوان وموازيات النص السردي تخضع لمؤثرات فنية تؤطر أبعادها الدلالية والقصدية وتمثل منطلقات إجبارية تشفع لأي تأويل ينهض به المتلقي على الصعيدين النصي والثقافي. وتتجلى هذه المؤثرات في المكونات الفنية الموظفة بشكل مقصود في عملية الإخراج الفني والتصميم الخارجي للعمل السردي، وخاصة الاستعمال الإبداعي على مستوى الغلاف لعنصري: الصورة الفوتوغرافية واللون. إنها مكونات غير لفظية تؤدي دورا وظيفيا حاسما في استيعاب تقييد إسناد المعنى السردي ضمن سياق مرجعي عام حيث توفر معطيات وضعية ذات بعد رمزي وتأثير قوي في إدراك البنيات النصية والملفوظات السردية (سونيسن. 1989 .Sonesson).
فعلى المستوى الفوتوغرافي، نلاحظ استعمال صورتين متباينتين: أولاهما صورة حدثية، والثانية صورة شخصية. فالصورة الحدثية توجد على صدر الغلاف وتتضمن في خلفيتها منظرا عاما لتجمع حاشد في قاعة كبرى تتقدمه قبعتان موضوعتان بشكل مقلوب على رأسي شخصين يتابعان الحدث التقطا من الخلف. ونلتقط على القبعتين، البنفسجيتي اللون، رمز: «الوردة» والبنية اللغوية: «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية»، مما يفيد أن اللقاء الجماهيري لقاء حزبي سياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يترجم حجم التعبئة ووزن المؤسسة الحزبية وقوة حضورها. ومن ثمة، تؤطر ثلاثية رمز الوردة والقبعة البنفسجية واسم الحزب تلقي القارئ للعمل السردي الذي يتطرق لمختلف المحطات الشخصية والسياسية للمؤلف ؛ يصدر عن السارد في الفصل السردي الموسوم بالعنوان الاستعاري: «وردة في كل المواقع» المقطع التالي: «محطات أساسية طبعت سيرتي السياسية والشخصية.. خلقت تراكمات ذات دلالة واضحة.. لحصيلة الحزب.. حصيلة الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، ومن خلاله حصيلتي ومساهماتي الشخصية، سواء على صعيد الجوانب التمثيلية، أو على صعيد حصيلتي الوزارية.. أسباب خروجنا للمعارضة وحصيلة أعمالي منذ ذلك الوقت إلى الآن ...» (ص 93). يتعلق الأمر، إذن، بإطار سياسي عام يحكم فعل الحكي، لكنه فعل محكوم أيضا بوقائع ذاتية عاشها المؤلف وتفاعل مع حيثياتها.
وهنا، يبدو بديهيا أن عملية السرد ترتبط بمؤلف حظي اسمه «إدريس لشكر» بأهمية خاصة على مستوى التلقي البصري إذ ورد في أعلى صدر الغلاف معززا بالصورة الشخصية الموجودة على ظهر الغلاف والمرفقة بنفس الاسم الكامل. ويعني ذلك أن المتلقي بصدد قراءة سيرة يتقاطع فيها السياسي والذاتي، وبصدد تأمل مجريات الأحداث من منظور السارد الذي لا يتوقف في التلفظ عن التنقل بين ضمير المتكلم وضمير الجمع :
«شخصيا.. عايشت مراحل كثيرة.. قدمت بعضا من نماذجها.. كان هامش الخطأ في حياتي السياسية مقبولا.. لكن اللحظة، ككاتب أول لحزب له جذوره وتاريخه.. نجاحاته وإخفاقاته.. لا يُمكنني أن أسمح لنفسي بأي عمل يهدر ولو بعضا من المكتسبات.
ساهمت رفقة أخواتي وإخواني في الحزب.. لوحدنا أحيانا.. ورفقة حلفائنا أحيانا أخرى.. في رسم معالم سياسات عمومية قائمة أساسا على استحضار كل الفئات الشعبية والمهنية..» (ص 148).
أما على المستوى التصميمي، فالملاحظ على مستوى البنية البصرية للغلاف هيمنة اللون «البنفسجي» المشكل لأرضيته الكاملة والمحتضنة لبنيات خطية ذات لون أبيض من أجل تحقيق التميز البصري للنص الموازي المتمثل في اسم المؤلف وعنوان العمل والمقطع السردي المثبت في الظهر. وبإعمال الإدراك السيميائي المدمج للمؤشرات غير اللفظية والذي يستحضر المكونات السالفة الذكر، تتقيد عملية تأويل اللون البنفسجي ليؤشر دلاليا على حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. فالوردة واللون البنفسجي عنصران مركزيان في التواصل المؤسساتي للحزب وفي تحديد هويته البصرية والفكرية والسياسية. ويأتي التصميم الفني ليدخل المنجز السردي لإدريس لشكر ضمن مجال جماعي يسعف في فهم تحولات سياسية كبرى. يقول السارد: «... أريد فقط أن أذكر ببعض الخطوط العريضة التي ستُساعد على فهم المنطلقات التي ارتكز عليها الاتحاد الاشتراكي في مختلف مواقفه.» (ص 23). والأكثر من ذلك أن هذا البعد السيميائي منح لفعل السرد وظيفة معرفية في التعبير عن رؤية سياسية واضحة وإبراز مواقف فكرية ثابتة: «لقد كنت دائما أسير في اتجاه اعتبار أن الفكر الاشتراكي المبني على تنظيم «ستاليني» جامد، لا بُد من أن يخلق شرخا داخل التنظيم الحزبي.. فالديمقراطية هي الوسيلة الوحيدة التي ستسمح بالانتقال إلى دينامية نوعية قادرة على مواكبة التحولات بأدنى الخسائر الممكنة.» (ص 25 / 26).
3.2. صوت الذات الجماعي
انطلاقا مما سبق، نذهب إلى أن العمل السردي يتراوح بين نمط السيرة الذاتية وصيغة السيرة الجماعية، بين الأحاسيس والذكريات كما تسترجعها ال «أنا» والرهانات والتطلعات كما تطمح إليها ال «نحن»، أي بتعبير شامل: بين حياة الشخص وتجليات المؤسسة. وفي هذا الصدد، نستحضر في مقاربة السيرة السؤال المتعدد الجوانب: من يتكلم؟ من يسرد؟ من يحكي؟ ومن يستعرض المحكيات الذاتية ذات العمق السياسي؟ بالطبع، تقودنا المؤشرات النصية المختلفة إلى الإقرار بأن الصوت السردي في «زمن التناوب الثالث» مفرد بصيغة الجمع، وأن ثمة أصوات متعددة تتذكر وتستشرف، تتألم وتتفاءل، تنتقد وتبني، ... فالسرد لم يتوقف، على امتداد المساحة النصية المتاحة، عن تركيب المحكيات وفق رؤية سردية لا تنفصل فيها الأنا الذاتية عن الأنا الجماعية، بل تتقلب بين أدوار حكائية ترتقي بنا إلى تحقيق المعادلة التي يكون فيها الإنسان مجتمعا ويكون فيها المجتمع إنسانا.
إن النص السردي حافل بالاستعمال المتغير لضمائر التكلم داخل نفس الملفوظ بين الصيغتين الفردية والجمعية اللتين تتناوبان في عملية الحكي، ففعل «قررت» المفرد الذي تبدأ به البنية السردية التالية يليه مباشرة فعل مدعم آخر بصيغة جمعية «تمكنا»:
«قررت، رفقة أخواتي وإخواني في المكتب السياسي، تصحيح هذه الوضعية.. وتمكنا من تحويل الممتلكات إلى مالكها الأصلي: الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.. لذلك فليطمئن كل من سبق أن انتمى إلى الحزب.. أو ينتمي إليه حاليا.. أو سينتمي إليه لاحقا.. أن حزبهم، كشخص معنوي مستقل، استكمل استرجاع كل أركانه القانونية.. وأصبح مؤسسة حزبية لن يُؤثر أي تغير لقيادييها في صيرورتها وذمتها المالية وممتلكاتها.
في الواقع، كان الثمن كان غاليا.. مصاريف باهظة.. مواقف مناهضة.. لكن ذلك لم يُوقف عزيمتي.» (ص 27).
أضف إلى ذلك أن السارد، في مواطن متعددة من مسار الحكي، يتبنى الاستراتيجية السردية المؤسسة على وصل المنظور الذاتي بالرؤى الجماعية (المجتمعية، المؤسساتية، ...)، وهو ما نلحظه في المقطع السردي أعلاه حيث اللجوء إلى التأليف بين فعل «يطمئن» الوارد في الصيغة المفردة والوحدة التركيبية «حزبهم» المصاغة في الجمع. وعليه، ورفعا للموقف القائل بتجرد الكلام واعتباطية الكلمات، تشتغل اللغة وينبثق التأليف اللغوي في النص السردي «زمن التناوب الثالث» من أجل التعبير عن إدراكات وتمثلات تهم الذات والعالم. فالبناء النحوي للغة السرد يتجاوز القواعد التركيبية العادية ليخضع لمبادئ نوعية لسانية ومعرفية لا تهتم بالمعنى المستنبط من البنية الدلالية وتأخذ بعين الاعتبار المعاني المستوحاة من النسق التداولي. ولذلك، يفرز التركيب السردي، كما صاغه إدريس لشكر، نظاما لغويا خاصا لا يجعل المعنى السردي مرتبطا بذات السارد وتعبيرها المباشر، وإنما يجعله مقرونا بالامتداد الجماعي للذات وانجدابها للمجال التداولي العام المتجسد في الأسرة والحزب والمجتمع (3).
وعلى هذا الأساس، أساس ذوبان الذات في الجماعة وسريان الجماعة في الذات، عمد السارد في «زمن التناوب الثالث» إلى المزاوجة بين التاريخ الشخصي والتعاقبات المختلفة للمؤسسة الحزبية وتطورات الحياة السياسية في المغرب. ولذلك، تنبني المحكيات على فهم وضعية الذات الساردة باستحضار وضعيات أعم تتعلق بالمسار التاريخي مما يتيح للقارئ فرصة الاطلاع على حيثيات سياسية دقيقة تؤطر الموقف السياسي أحيانا وتوضح الملابسات والتداعيات. نقرأ في السيرة:
«لم تكن هذه الوضعية جديدة على الحزب، فقد سبق أن وجدنا أنفسنا في فترات متباعدة من تاريخنا أمام هذه الوضعية.
في المؤتمر الوطني الثاني (1962)، طُرح موضوع التنظيم، وتم إرساء قواعد تنظيم من النمط الثوري المبني على المركزية الديمقراطية.. ولم تتم معالجة هذا الوضع إلا من خلال الحركة التصحيحية التي قادتها اللجنة الإدارية في يوليوز 1972، والتي فصلت في موضوع وحدة القيادة ووحدة التوجيه.
وطُرح الموضوع مرة أخرى، وبحدة، خلال المؤتمر الوطني الخامس (1989)، بفعل اقتحام الحركة النقابية حلقة الصراع الحزبي الداخلي. كما يُسجل للمؤتمر الوطني السابع (2005)، أنه أدى إلى الكشف عن أزمة تقاطع السياسي والتنظيمي. ورغم أنه لم يتم الحسم لا في هذا ولا في ذاك، فإن ذلك أدى إلى فتح النقاش حول موضوع التجديد الهيكلي لنمط تدبير شؤون الحزب وخطه السياسي.» (ص 43)
وعلى العموم، تكشف المؤشرات النصية المختلفة، التي أتينا على بسطها بالوصف والتحليل، عن طبيعة الجنس الكتابي لمنجز إدريس لشكر إذ يشكل النص السردي سيرة ذاتية سياسية تتخذ أشكالا متباينة تعكس عمق التفاعل بين اللغة والثقافة بصفة عامة (4)؛ وهي أشكال نوجزها كما يلي:
إنها سيرة جماعية تفصح منذ البداية، في المدخل الموسوم بعنوان «إشارة»، عن ميثاق سير ذاتي بين المؤلف والمتلقي بمقتضاه يتشكل المعنى السردي ليحيل، في الآن نفسه، على التجربة الإنسانية ويعيد قراءة التحولات السياسية والحزبية (5)؛ «ذلكم مساري الشخصي والسياسي.. سيرة يتقاطع فيها الذاتي مع الجماعي..» (ص 147).
إنها سيرة توضيحية يقصد من خلالها المؤلف تنوير القارئ وإزالة جملة من الالتباسات والمغالطات المتعمدة التي طبعت المشهد السياسي الوطني في مناسبات كثيرة ؛ «أتمنى صادقا، أن يقوم هذا الكتاب برفع كل لبس عما يجول بخاطر أي متتبع للشأن الحزبي والسياسي ببلادنا، وأي مهتم بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خصوصا، والمشروع اليساري المغربي عموما.» (ص 6)
سيرة توثيقية: «وباستحضار هذه المعطيات والمواقف، أضع بين يدي القراء هذه الوثيقة التي ستجمع .. وتفسر بعضا من توجهات الحزب» (ص 6). يتعلق الأمر، إذن، بسيرة ذاتية سياسية تتفاعل ضمنها معطيات التجربة الشخصية وأحداث الحياة السياسية وتستشرف الآتي.
لقد حاولنا في هذا الجزء الأول أن نعالج إشكالية التوصيف الأجناسي الذي يمكن أن ينطبق على العمل السردي الذي أنجزه إدريس لشكر بوصفه فاعلا سياسيا في المشهد الوطني يتمتع بتجربة كبيرة على الصعيدين الشخصي والحزبي. وأبرزنا، عبر مؤشرات نصية وسيميائية، أن «زمن التناوب الثالث» سيرة ذاتية سياسية تشهد على انفتاح صاحبها – خلافا للسياسيين المغاربة الممارسين – على الكتابة والتواصل مع القراء لإشراكهم في إعادة إنتاج لحظات تاريخية بصيغتين متكاملتين: صيغة مفردة وأخرى جمعية. وبعد أن رصدنا مجموعة من العناصر الأولية التي تتعلق ببنية الكتابة السردية كما جربها إدريس لشكر، سنحاول في الجزء الثاني قراءة المحكي السياسي وتحليل الخطاب السردي لتظهير الآليات المتحكمة في تشييد المعنى السير ذاتي والتقنيات المعتمدة في بناء المحكيات والتأليف بينها. كما سنعمد، عبر استثمار مفهوم السياق مستمدا من المجال المعرفي، إلى تأمل المؤشرات التداولية التي تنزل الخطاب السردي في «زمن التناوب الثالث» منزلة النسق النصي المتفاعل مع الأنساق السياسية والمجتمعية والثقافية.
الهوامش:
(1) – يتعلق الأمر بعمل سردي من توقيع الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، صدر سنة 2016 تحت عنوان «زمن التناوب الثالث»، وهو عبارة عن سيرة ذاتية سياسية ترصد فترات مختلفة من حياة الكاتب على الصعيدين الحزبي والسياسي.
(2) – تعتبر الدراسة القيمة لأولني (1980) Olney، التي اهتمت بالرصد التعاقبي لأهم لحظات تحليل السيرة الذاتية، أن خطاب الذات عن مساراتها ينبثق من العلاقات التفاعلية التي تقيمها مع المجتمع في مختلف تجلياته وتمظهراته.
(3) – يتيح التحليل المستند إلى عناصر اللغة إمكانية تفكيك القصد التداولي الثاوي خلف ملفوظات السيرة الذاتية السياسية، ويندرج هذا النوع من المقاربة السردية ضمن "التحليل الإيجابي للخطاب" كما ورد في دراسة مارتن (1999) Martin التي تمحورت حول السيرة الذاتية لنلسون مانديلا Nelson Mandela الصادرة سنة 1996. فقد وظفت هذه الدراسة الآليات اللسانية في تحليل السيرة السياسية لمانديلا «الطريق الطويل إلى الحرية» «Long Walk to Freedom» لإبراز الدور المركزي الذي تؤديه البنيات والوظائف اللغوية في الكشف عن تداخل مسار الحياة الشخصية ورغبة الذات في الأمل والحرية والتغيير.
(4) – يذهب بعض الباحثين في السير الذاتية إلى أن النص السير ذاتي نص ثقافي بامتياز وإن كانت تشكل أدبا خاصا بالذات. للمزيد من التفصيل، يمكن الرجوع إلى تحليل أنيشينكوفا (2014) Anishchenkova الذي انصب على الخطابات السير ذاتية في الثقافة العربية المعاصرة.
(5) – يمثل مفهوم "الميثاق السير ذاتي" مقترحا من المقترحات الأولى التي دافع عنها لوجون (1975) Lejeune في مجال السرديات الأدبية والذي صاغه في إطار حديثة عن تحقيق نوع من الازدواجية حيث يكون العمل السير ذاتي عملا صادقا وفي نفس الآن عملا إبداعيا وفنيا، وفي سياق تأمله لعلاقة ىالتعاقد بين الكاتب وبين القارئ أي بين طريقة سرد الحكاية وبين نمط القراءة التي يعتمدها المتلقي.
المراجع:
Anishchenkova, V. 2014: «Autobiographical Identities in Contemporary Arab Culture» Edinburgh University Press, Edinburgh.
Brown, G. & Yule, G. 1983: "Discourse Analysis" Cambridge University Press, Cambridge.
Lejeune, P. 1975: "Le Pacte Autobiographique" Seuil, Paris.
Martin, J. R. 1999: "Grace: The Logogenesis of Freedom" Discourse Studies 1 (1), 29 – 56.
Olney, J. 1980: "Autobiography and the Cultural Moment: A Thematic, Historical, and Bibliographical Introduction" in Olney, J. (ed): "Autobiography: Essays Theoretical and Critical" Princeton University Press, Princeton.
Sonesson, G. 1989: "Pictorial Concepts: Inquiries into the Semiotic Heritage and its Relevance for the Analysis of the Visual World" Lund University Press, Lund.
*باحث في التواصل وتحليل الخطاب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.