عاش اقليمجرادة بجماعاته الترابية نهاية الأسبوع الماضي، على وقع تساقطات مطرية و ثلجية مهمة تسببت في قطع الطرق و المسالك المؤدية الى بعض الجماعات القروية، كما حال الطريق الاقليمية رقم 6021 الرابطة ما بين جرادة ، تيولي ، تويسيت و سيدي بوبكر، و الطريق الاقليمية رقم 6025 الرابطة بين جماعة رأس عصفور و مدينة وجدة و كذا الطريق الاقليمية رقم 6023 الرابطة بين واد الحيمر، و الطريق الوطنية رقم 17 حيث وصلت مقاييس الثلوج في بعض المناطق الى ما يفوق 30 سنتمترا ، الأمر الذي جعل العديد من الدواوير معزولة عن العالم الخارجي، مما ضاعف من معاناة الساكنة بهذه المناطق خاصة مع انخفاض درجة الحرارة التي وصلت الى 5 درجات تحت الصفر ، كما عرفت مدينة الألفية هي الأخرى تساقطات مطرية مهمة طيلة ليلة كاملة تسببت في غمر العديد من المنازل بالمياه جعلت بعض الأسر تعيش حالة من الخوف و الهلع الذي انتابها خاصة ساكنة حي السي دي جي . و لعل ما يثير الانتباه في هذا الطقس البارد و مع استمرار موجة البرد و الصقيع التي تعرفها الجهة الشرقية و اقاليمها، هو حالة و واقع العديد من المؤسسات التعليمية التي تفتقد جلها لوسائل التدفئة التي يجب توفرها في مثل هذه الأجواء الباردة ، التي قد تساهم في ادخال شيء من الدفء و الحرارة الى أقسام دراسية تجعل التلاميذ في منأى عن قطرات المطر و برد الصقيع . « الاتحاد الاشتراكي « و في اطار مواكبتها للتغيرات المناخية بالجماعة القروية لبني مطهر قامت بزيارة لبعض المؤسسات التعلمية و فرعياتها بالجماعة، حيث وقفت على الضعف الحاصل في تجهيز الأقسام الدراسية بوسائل التدفئة و عاينت الاطفال المتمدرسين الذين حال استمرار الصقيع دون التحاق البعض منهم بالمدرسة ، زد على ذلك الحالة الاجتماعية التي تعيشها بعض الأسر القروية التي لا تسمح قدرتها الشرائية بتوفير الملابس و مستلزمات مواجهة البرد القارس، و هو ما تبينه بجلاء حالة اطفال العالم القروي في العديد من الفرعيات أو المدارس الجماعاتية . زيارة الجريدة الى احدى الفرعيات بالجماعة القروية كشفت عن الحالة المزرية التي تعيشها هذه الفرعية و التي ما هي في الأصل سوى تحصيل حاصل لواقع عام تعيشه العديد من المؤسسات التعليمية في ما يخص التعامل الطارئ مع غضب الطبيعة الذي قد يحدث في أي وقت، و في هذا الصدد صرح لنا أحد الأطر التعليمية الذي قضى أزيد من خمس و ثلاثين سنة في مهنة يعتز بها يغادرها بعض شهور مرفوع الرأس، على أن المجهودات الذاتية للأطر التعليمية هي السائدة في كل المبادرات التي تعيشها الفرعية و خاصة في فصل الشتاء و ما يتطلبه من توفير لوسائل التدفئة ، و أطلعنا في سياق حديثه على أحد الأقسام التي تتوفر على مدفأة بئيسة بكثرة ما خضعت له من اصلاحات فقدت توهجها، اضافة الى أن الفحم الحجري المستعمل في تدفئة الأقسام غير صالح في معظمه نظرا لضعف نوعيته ، و بالتالي لا يمكن الاعتماد عليه في التدفئة ، و هو الأمر الذي يدفع العديد من الأساتذة الى البحث عن بدائل أخرى، و في هذا الصدد يوضح أستاذ بإحدى المؤسسات التعليمية بالجماعة الحضرية عين بني مطهر على أن استمرار موجة البرد دفعه الى التطوع لشراء وسيلة تدفئة كهربائية من ماله الخاص، و ما يثير في هذا الأمر هو تشغليها خفية من مدير المؤسسة مخافة أن ينفضح أمره و ما قد يترتب عن هذا من مشاكل هو في غنى عنها. كما تساءل عن الأسباب الحقيقية التي أجلت اطلاق عملية الإطعام المدرسي للتلاميذ الابتدائي حتى الآن ، و هو ما يطرح العديد من التساؤلات حول تعثر هذه العملية التي كان يستفيد منها عدد كبير من التلاميذ على مستوى اقليمجرادة خاصة في هذا الفصل الذي يعرف انخفاضا كبيرا في درجة الحرارة التي يعرفها الاقليم و جماعاته التي تفتقد الى بنية تحتية تجعلها في منأى عن أية مشاكل قد يتسبب فيها تساقط الأمطار و الثلوج . فالأمر يحتاج اليوم الى خارطة طريق جدية لتجهيز المؤسسات التعليمية بإقليم جرادة بوسائل التدفئة العصرية التي تتناسب و موجات البرد و الصقيع التي تجتاح المنطقة كل شتاء، و حتى يتمكن التلاميذ و بخاصة تلاميذ المستوى الابتدائي، من الولوج الى مقاعد الدراسة في احسن الظروف ، و هي الرغبة نفسها التي عبر عنها عدد من آباء و أمهات و أولياء التلاميذ ممن التقتهم الجريدة .