تضاهي سريرة الثلج سريرة الشاعر في البياض لكنها تخذله، حين تجرح كف طفل يلوّح للربيع وتغرس أنيابها في جلده العليل لم يعد للثلج ملمس القطن في الذكريات ولا عاد البياض دليلا على الفرح ولمة الموقد وبيات الفلاحين. طفلة تغالب شالا تسرقه أشرعة الريح عجوز هدّه المرض قبل العمر جنين يقاوم رائحة الحياة التي تغريه قبل أن يصل الى أقرب مستشفى صمت الثلوج قاس وبكاؤها أقسى يبكي قلب الثلج كلما عبرت فوق خده وردة مرتعشة أو قدم حافية تنتعل الخوف والعدم تحمر وجنتاه من الخجل حين تتجمد الأحلام بين أصابع الصغار ولا تذوب ساخنة إلا في العيون التي ترقب مزلاجا بين قفازتين بين زمنين، بين ثلجين، بين طفلين، أحدهما يصنع رجل ثلج يبتسم بينما الثاني كبر في طفولة الثلج باكيا بلا حليب أو دواء أو كسرة خبز غير تراتيل الدعاء وأحضان أمهات سرق البرد دفئها كيف يصير الثلج تاريخا لطفولة بلادي تذكره قنوات الأخبار والصحف كلما ابيض وجه الأرض؟ هنا تجمّد قمر، قمران، نجمة فصاروا مجرة للحزن للأغنياء بياض الندف وضحكاتها وللفقراء برودة الهامش وبطانيات ذوي القربى دعوات المصلين كل جمعة مروحية وجرافة يتيمتان بلاغات مديرية التجهيز والطرق الباردة مذيعة النشرة الجوية التي تبتسم تحت الصفر في الاستوديو المكيف وتعدل معطف الفرو كلما داهمها الهواء وهناك.. في أقصى ال ..هناك هامش أبيض يرتعش.