تُطْرٓحُ بعض الأسئلة بشكل خاطئ على الجهات التي لا يمكن تقديم الجواب عنها، حيث يتم الاتصال ببعض الأحزاب، غير العدالة والتنمية، خاصة أمينه العام، عبد الإله بنكيران، لمحاولة معرفة مستقبل تشكيل الحكومة، والخطوات التي ينبغي اتخاذها، الأمر الذي لايمكن أن يجيب عنه، سوى من تم تكليفه بذلك. من الممكن القول إن غياب تقدم ملموس في مشاورات تشكيل الحكومة، يخلق هذا الوضع من الانتظار والترقب، غير أنه لا يبرر ترويج أخبار غير صحيحة ووساطات خيالية واتصالات مُحٓرٌفٓةٍ عن مضمونها وسياقها الحقيقي. لكن ما يحصل هو أنه بدل التزام الحقيقة، هناك من يحاول ترجيح موقفه، بتسريبات غير دقيقة، ليُعٓزّزٓ موقعه، في الساحة السياسية. هناك من تحدث عن وساطات بين رئيس الحكومة المعين، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهي أخبار لا أساس لها من الصحة. ما هو واقع، وما حصل بالفعل، هو انتخاب لرئيس مجلس النواب، واجتماع سبق هذه العملية، بين رئيس الحكومة والنائب الذي يتوفر على أكبر نسبة من الولايات البرلمانية، عبد الواحد الراضي، مع زعماء الأحزاب الممثلة في البرلمان. خارج هذا، ليس هناك سوى الفراغ، ولا يمكن ملؤه بأخبار فارغة، وبتسريبات «مخدومة» من أجل طمأنة الأنصار، لأن هذا المنهاج لا يؤدي عمليا إلا إلى تعميق عدم الثقة بالصحافة، وأيضا بالسياسيين، في الوقت الذي من الأفضل والأنسب أن تُكشفَ الحقيقة، وهي أن هناك جمودا في الوضع السياسي، باستثناء ما يحصل على مستوى تحركات المغرب في الاتحاد الإفريقي، وأيضا انتخاب رئيس مجلس النواب. رغم أن هذا الوضع غير عادي، لكن الحقيقة هي أن هناك جمودا في المفاوضات ومأزقا سياسيا، لكن الاعتراف بهذا أفضل من ترويج أخبار، سرعان ما يكتشف الجمهور أنها كاذبة أو مبالغ فيها أو محرّفة. و في جميع الأحوال، فإن الأخبار المتعلقة بما وصلت إليه مجهودات تشكيل الأغلبية الحكومية، ينبغي أن تأتي بشفافية ووضوح من المكلف بهذه المهمة، أما ما يهم الأحزاب السياسية، فيتعين أن يتم الدخول إليها من أبوابها، للحصول على المعطيات الحقيقية، وليس الركون للتسريبات التي ليس هدفها سوى نشر مزيد من الضبابية.