شهد حي السلامة 1 بلوك 5 بعمالة مولاي رشيد- سيدي عثمان بالبيضاء ليلة الخميس على الساعة الرابعة صباحا، جريمة بشعة، بعد أن أقدم شاب من مواليد 1984 ، مصاب بخلل عقلي ومستهلك للمخدرات، على قتل والدته والسبب أنه كان يستهلك كمية كبيرة من المخدرات، انقطع مؤخرا عن تناولها، إذ أصبح يتعاطى للأدوية كعلاج لمرضه. وجه الجاني طعنة قاتلة إلى الضحية على مستوى العنق بعد خنقها بالوسادة خوفا من أن تصدر أي صوت، وبعد ذلك سدد إليها طعنات غائرة. وحسب ما أكدته مصادر Œل»الاتحاد الاشتراكي»،˜ فإن الضحية من مواليد 1955، مطلقة، كانت مهاجرة بليبيا بعد أن انفصلت عن زوجها الذي كان يشتغل بالقوات المساعدة ، وكانت تشتغل ليل نهار من أجل تسوية وضعها ووضع ابنها، ثم بعد ذلك قررت العودة إلى أرض الوطن، حيث استقرت بمنزل اشترته من أبيها قبل وفاته بحي السلامة 1 رفقة ابنها الوحيد. إلا أنها وجدت نفسها تعاني من مشاكل كبيرة من قبله إذ كان يطالبها بإعطائه مبالغ مالية في الوقت الذي كانت تطالبه بإيجاد عمل. وأضافت مصادرنا أن الضحية كانت قد قسمت منزلها إلى ثلاث غرف ومطبخين وحمامين، حيث عملت على كراء غرفتين ومطبخ وحمام من أجل توفير مدخول منتظم يساعدها على العيش. وأفادت المصادر أن المتهم استيقظ باكرا يوم الخميس وتوجه إلى مكان نوم الضحية حاملا في يده أداة حادة قبل أن يشرع في خنقها بوسادة كي لا تطلق صرخات استغاثة. وبعد تنفيذ جريمته، لم يخبر المتهم أفراد عائلته التي تقطن معه بنفس المنزل بتورطه في الجريمة، كما لم يقم باستدعاء سيارة إسعاف لإنقاذ حياتها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة. لكنه- تتابع المصادر- فضل الجلوس قربها وهي تنزف دما، منذ الرابعة إلى غاية السابعة صباحا، أي إلى أن فارقت الحياة، وذلك قبل أن يكتشف شقيقها هول الفاجعة، عندما حل بمنزلها رفقة ابنه الصغير، لأن والدته تعمل بإحدى شركات الحي الصناعي ووالده يعمل بالجماعة، وكانت الضحية هي التي تتكفل برعايته، ليتفاجأ بوجود بقع كبيرة من الدم أمام الباب. وعندما ولج المنزل، صدم بمرأى أخته مضرجة في دمائها، وبجلوس الابن قرب جثة والدته المسماة مينة م. أوصى الخال ابن أخته بالجلوس بجانبها لإحضار الإسعافات الأولية لإنقاذ الضحية مع علمه بأن الضحية متوفية، وذلك خوفا من هروبه بعدما أغلق الباب بإحكام وراءه، وذهب مسرعا لإخبار السلطات المحلية بالجريمة. حلت عناصر الشرطة العلمية بعين المكان، وتكفلت بمسح مسرح الجريمة، والتقاط صور الجثة ورفع البصمات، قبل أن تعثر على الأداة الحادة التي قام الجاني باستخدامها في قتل أمه مخبأة بدرج غرفة النوم. عند هبوطه عبر سلالم المنزل، انحنى الجاني على الضحية وقبل رأسها، ثم نزل وهو يقول لعائلته «ماما ماما معرفتش شكون تعدى عليها». هكذا، تم وضع المتهم تحت تدابير الحراسة النظرية من أجل تعميق البحث. وأثناء الاستماع إليه، نفى الإبن تورطه في قتل والدته، مؤكدا أنه عثر عليها ميتة، قبل أن تنتابه حالة هذيان وتصريحات غريبة شيئا ما، وهو ما جعل الشرطة ترجئ الاستماع إليه إلى حين استرجاع وعيه.