أقرت وزارتا الداخلية والصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي بتنامي حالات الوفيات في أوساط المواطنين المغاربة نتيجة تسربات غاز البوتان من سخانات الماء أو الذي أضحى يطلق عليه «القاتل الصامت»، ودعت الوزارتان إلى إجراءات من أجل تفادي حالات التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون، وذلك باحترام ضوابط تركيب هذه الأجهزة واستعمالها واتباع سلسلة من التوصيات الخاصة بها. وأوضح البلاغ المشترك أنه سجل، مؤخرا، تنامي حالات الوفيات أو الاستشفاء جراء التسمم بأحادي أكسيد الكربون خلال استعمال آلات تسخين الماء التي تشغل بالغاز، ملاحظا أن هذه التسممات ناجمة، أساسا، عن سوء تشغيل هذه الأجهزة، كغياب التهوية الكافية. وأبرز أن غياب التهوية المتواصلة بالأوكسجين وعدم توجيه الغاز المحترق نحو الخارج عبر قنوات ملائمة هما السببان الرئيسيان وراء تسجيل مثل هذه الحوادث. ودعت الوزارتان مستعملي هذه الأجهزة إلى اتباع سلسلة من التوصيات، لاسيما الإطلاع على الإرشادات التقنية الخاصة بالجهاز قبل تركيبه، والإرشادات الخاصة بالتشغيل، وتكليف تقني مهني مؤهل بعملية التركيب، وعدم تثبيت سخان الماء في مكان مغلق يفتقد للتهوية، وتركيب قنوات لتوجيه الغاز المحترق نحو الخارج. وأكدت الوزارتان أن احترام هذه التوجيهات سيمكن المستعملين من الاستفادة من مزايا هذه الأجهزة دون مخاطر. من جهة أخرى، أبرز المصدر ذاته أن لجانا إقليمية مشتركة، تضم ممثلين عن الوزارتين، مكلفة بمراقبة نقاط بيع سخانات الماء بالغاز، من أجل ضمان ملاءمة هذه الأجهزة مع معايير السلامة الضرورية. وعلمت الجريدة من مصدر مطلع بأن تعليمات صدرت من ممثلي وزارة الداخلية لمراقبة أنواع السخانات المعروضة في الأسواق وتسجيل مخالفات في حق من يبيعون أنواعا غير مطابقة للجودة المطلوبة، وجاءت القرارات الاستعجالية للوزارتين بعد حصد القاتل الصامت لأرواح جديدة،حيث توفي أربعة طلبة أفارقة من جنسية تشادية بمدينة سطات، ورجحت مصادر مطلعة أن يكون غاز البوتان مرة أخرى خلف المأساة المرعبة، وفتحت مصالح الأمن تحقيقا على الفور لمعرفة أسباب الوفاة ، تم على إثر خلاصاته الترخيص بدفن الضحايا التشاديين،حيث ووريت جثامينهم الثرى بمقبرة سيدي الرنون بسطات ، ويبلغ عمر الضحايا مابين 18 و24 سنة وكانوا يتابعون دراستهم بجامعة سطات. وخلف الحادث جوا حزينا بين الطلبة المغاربة والمنحدرين من دول إفريقية أخرى حيث عُرف الراحلون ،حسب مصدر مطلع، بحسن سيرهم وسلوكهم الاجتماعي وعرفت سطات ،أيضا، قبل أسبوع ،تقريبا، مقتل شابين، من بينهم قاصر، داخل محلبة بأحد الأسواق وسط المدينة ،و ينحدر الضحايا من إقليمتارودانت ، وقد عثر عليهم في المكان العلوي من المحلبة التي كانوا يتخذونها مسكناً لهم، جثثا هامدة ، بعدما توفوا نتيجة تسرب غاز البوتان، وفتحت السلطة المعنية تحقيقا في الموضوع . ولا يقتصر نزيف الضحايا والإبادة الجماعية لأسر بأكملها يتهم فيها غاز البوتان المسرب عبر نوع من السخانات المستوردة من الصين وتدخل المغرب عبر طرق غير قانونية على ما ذكرنا من حوادث، حيث تم العثور قبل أيام على جثث ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة داخل منزلهم بمدينة القصر الكبير، رجحت التحقيقات الأولية أن تكون وفاتهم ناجمة عن تسرب غاز البوتان.