أدانت الغرفة الجنحية بابتدائية الجديدة ،أول أمس ٬ متهما بالنصب والاحتيال في إحدى أخطر العمليات التي عرفتها منطقة دكالة في مجال النصب، وحكمت على خطاط من ذوي السوابق بالسجن خمس سنوات. وتعود تفاصيل الواقعة إلى أواخر شهر دجنبر الماضي٬ عندما تم توقيف المتهم ﴿ب٬ل﴾ المزداد سنة 1970 بسيدي بنور٬ على إثر شكاية تقدمت بها الضحية ﴿أ ب﴾ التي تملك شركة متخصصة في العقار بمدينة الجديدة إلى وكيل الملك بالجديدة٬ مفادها أنها كانت ضحية عملية نصب من طرف المتهم الذي تقدم لمكتبها مدعيا أنه من معارف شقيقها٬ حيث أبدى رغبته في حجز شقة من مشروعها الذي تنوي إنشاءه بحي المطار بمدينة الجديدة٬ مؤكدا لها أنه يعمل لحساب شخصية نافذة يعرف بلقب «الشريف مولاي عبد الرحمان «. وقد عرض المتهم على ضحيته خدماته في مجالات شتى، مدعيا بأن له علاقات وطيدة بشخصيات نافذة وذلك راجع بالأساس لعمله إلى جانب الشريف المشار إليه. وبناء على كل هاته الادعاءات٬ تقدم المتهم وعرض على السيدة الضحية مساعدتها في الحصول على رخصتين لمقالع الرمال بكل من منطقة الصخيرات و نواحي بن جرير، وهو الشيء الذي استحسنته، خصوصا وأنها تسير شركة متخصصة في بناء الشقق السكنية. وأضافت في شكايتها٬ أنه و مع مرور الوقت بدأ المتهم في مطالبتها بمده بمبالغ مالية بغرض تسليمها للشريف المذكور نظير إسداء توجيهاته للمسؤولين بهدف تبسيط المساطر التي يجب سلكها من أجل الحصول على رخصتي استغلال مقالع الرمال٬ حسب مزاعم المتهم. وبحكم الثقة التي بات يحظى بها وكذا من أجل بلوغ هدفها فقد سلمته على مراحل مبالغ متفاوتة بلغت قيمتها 400 مليون سنتيم٬ كما أنجزت لفائدته أيضا عقد حجز شقة سكنية. ومع توالي الشهور بدأ المتهم في مماطلتها مختلقا الأعذار لتفادي اللقاء بها، الأمر الذي دفعها لتقديم شكاية لوكيل الملك بابتدائية الجديدة الذي أمر الشرطة القضائية بالجديدة بالاستماع إلى المشتكية في محضر قانوني والاستماع إلى الشاهد٬ حيث تم الانتقال إلى مدينة سيدي بنور قصد العمل على إلقاء القبض على المشتكى به. و على إثر تعليمات النيابة العامة انتقلت فرقة من عناصر الشرطة القضائية إلى منزل المتهم بسيدي بنور لتتمكن من إيقافه٬ وبعد تفتيش غرف المنزل وسيارته الشخصية من نوع «مرسيدس 350 «تم العثور بداخلها على مجموعة من الوثائق والمستندات التي تخص مجموعة من المواطنين والمواطنات الذين كانوا ضحية المتهم بعدما وعدهم بالتوظيف. كما تم العثور على نسخ من شهادات للعديد من الشباب٬ وكذا صورة شمسية من طلب مقابلة موجه إلى عامل جلالة الملك على إقليمالجديدة لفائدة جمعية الشرفاء الأمغاريين حفدة مولاي عبد الله أمغار إقليمالجديدة٬ بالإضافة إلى السيرة الذاتية للعديد من الشباب ومجموعة من كشوفات الإرسال المالية لوكالة «وفا كاش.» هذا،وبعد الاستماع للمتهم اعترف بالمنسوب إليه في محضر أقواله لدى الضابطة القضائية للشرطة بالجديدة٬ مؤكدا أنه سبق وأن التقى في أحد مقاهي مدينة الرباط أحد الأشخاص الذي قدم نفسه على أنه من الشرفاء واصفا نفسه باسم «الشريف مولاي عبد الرحمان» وأخبره هذا الأخير أنه يشتغل في مجال جلب الاستثمارات إلى المملكة بالإضافة إلى نشاطه في مجال العقارات، وبعدما استعطفه المتهم من أجل تشغيله لحسابه٬ قبل الشريف العرض وضرب معه موعدا في لقاء ثان بمدينة مراكش، حيث جاءت المناسبة ليطلب «الشريف» من المتهم البحث عن الأشخاص الراغبين في قضاء مآربهم الشخصية. وحول علاقة المتهم بالمشتكية ﴿ صاحبة الشركة العقارية بالجديدة﴾ أكد في محاضر الاستماع له٬ أنه لما علم عن طريق أخيها أن لها قضايا تروج بمحاكم الجديدة٬ وبعد أن التقاها في مكتبها٬ عرضت عليه طرح مشاكلها لدى «الشريف» من أجل مساعدتها والتوسط لها٬ وقد تسلم منها بالفعل مبالغ مالية مهمة مقابل ذلك.