كان فضاء قاعة العروض بدار الشباب الحي المحمدي مساء الجمعة الماضية على موعد مع لقاء من نوع خاص، زاوج بين العمل الصحفي المهني المختص، والعمل السينمائي المحض من خلال حفل تقديم وتوقيع كتاب " ما بين الصحافة و السينما " للكاتب الإعلامي والناقد السينمائي حسن نرايس . حفل التوقيع، الذي نظمته جمعية الشعلة للتربية والثقافة فرع الحي المحمدي؛ عرف حضورا نوعيا لمجموعة من الوجوه السينمائية والفنية.. التي أضفت طابعا حميميا على اللقاء بحكم احتكاكها بالكاتب وتقاسمها معه نفس الهم وهو النهوض بالقطاع الفني والسينمائي على الخصوص بالمغرب. وفي هذا السياق قدم الكاتب الإعلامي، مدير تحرير يومية " الاتحاد الاشتراكي" عبد الحميد الجماهيري كلمة اعتبر فيها كتاب" ما بين الصحافة والسينما.." وثيقة لذاكرة و سيرة ذاتية تتحدث عن أحداث اجتماعية و ثقافية سياسية عرفتها مدينة الدارالبيضاء ، منوها به كقلم استطاع أن يواكب فترات من تاريخ السينما المغربية وأن يؤرخ لها في مؤلفة الفريد من نوعه في هذا المجال. الكاتب القاص، والإعلامي سعيد منتسب، في قراءته للكتاب، اعتبر أن حسن نرايس صنع مناطق لا تحديد، وذكر أسماء كثيرة وأخرى سقطت سهوا، وعرف أشياء بمسمياتها دون مبالغة، وأيضا رفع التشويق لأقصى درجة .. مما يعني أن الكتاب موجه للقارئ التحري للبحث معاني التي جسدها الكاتب. ويستعيد الكاتب بين دفتي مؤلفه ذكرياته كناقد وإعلامي على مدار عشرين سنة، حيث وثق لحقبة فنية - سينمائية؛ رصد من خلالها علاقته كإعلامي وناقد مع السينما المغربية وتجربته كعضو في لجان التحكيم، والدعم بالمركز السينمائي المغربي، وعلاقته بالممثلين والمخرجين والنقاد..؛ مستحضراً في الوقت نفسه الشخصيات الفنية والثقافية التي أفنت حياتها في دنيا الفن، فضلاً عن كواليس المهرجانات التي لا تخلو من النزاع والصراع، والمستملحات والطرائف.. حضر الحفل الثقافي كل من الزجال الكبير عبد اللطيف بطل الذي ألقى عدة قصائد شعرية له بإضافة للفنان الكوميدي محمد عاطر الذي قدم لوحة كوميدية، وأشاد بإبداع الأستاذ حسن نرايس. كما واكب اللقاء - الحفل قيدوم "الناس الغيوان " عمر السيد وأيضا الممثل والمخرج عبد الإله عاجل، الذي تحدث عن أول لقاء بينه وبين الكاتب، مؤكدا أن "حسن من الشغوفين والمتابعين و المهتمين جيدا بالسينما المغربية، إضافة لإبداعيته في المسرح من خلال كتابته عدة مسرحيات "صرخة شامة".. وغيرها، والتي أخذت اسما حقيقيا لسيدة في الحي المحمدي. هذا، وقد أثثت هذا اللقاء الإعلامي الثقافي الحميمي.. فقرة غنائية للفنان عبد الرحيم عسكوري من خلال أغنيتين " جيني للخير " و"كنت نجمة " اللتبن ألهبتا الحضور، أعطت نكهة فنية إبداعية أخرى لهذا الحفل، الذي عرف حضور، أيضا، عدة شخصيات ثقافية وسياسية و جمعوية.. مما يبرز مدى عمق وقيمة التي يحظى بها الإعلامي الناقد السينمائي حسن نرايس في الوسط الذي نشأ وترعرع فيه، الحي المحمدي ..