مباراة فنلندا أثبتت محدودية أداء العناصر الوطنية، لاعبون تائهون ومدرب تسمر في كرسي الاحتياط، بعد أن غاب عنه حماس خط التماس الذي عودنا عليه. فمن من اللاعبين كان يحمل صفة المحترف؟ لم يكن تصريح مدرب الفريق الوطني بخصوص حلم الأقصى في التأهل إلى الدور الثاني ببطولة إفريقيا بالغابون، لأن الرجل يعرف جيدا أن لا مكان للفريق الوطني ضمن مربع الأقوياء، ويعلم محدودية عناصره « المحترفة « . حين أطلق رونار تصريحه ثار غضب المغاربة وكأنهم لا يعلمون حقيقة منتخب أثبتت المباريات التي خاضها بين رسمية وودية تواضعه منذ التحاق الفرنسي للإشراف على تدريبه. وجاءت مباراة فنلندا لتؤكد أن حتى التأهل للدور الثاني يبقى محط شكوك. المتابعة للمباراة أظهرت أننا أمام « فوطوكوبي « المنتخب الوطني، في مواجهة منتخب لم يسبق له أن تأهل لبطولة العالم، أو حتى حلم بالتأهل لنهائيات كأس أوربا للأمم، منتخب انفصل عن مدربه في دجنبر الماضي بعد أن عجز على تحقيق انتصار واحد في كل المباريات التي خاضها، أي أننا واجهنا منتخبا مغمورا لا يصلح للتجربة وقياس استعداد الفريق المغربي، ومن حسن حظنا أنه تم إلغاء مباراة إيران، وإلا كانت شوهتنا بالواضح المفضوح. مباراة فنلندا أثبتت محدودية أداء العناصر الوطنية، لاعبون تائهون ومدرب تسمر في كرسي الاحتياط، بعد أن غاب عنه حماس خط التماس الذي عودنا عليه. فمن من اللاعبين كان يحمل صفة المحترف؟ هي مباراة هيأتنا نفسيا لأن نكون مستعدين للأسوأ في نهائيات الغابون، وعلمتنا من الدروس المفيدة أن صرف الملايير على فريق مشلول لن تفيد في شيء، وأن تسليم قميص الفريق الوطني للاعبين عاديين بدعوى أنهم يلعبون ببطولات أوربية ليس مقياسا لتفوقهم على اللاعب المحلي، وأن كل الوقت الذي أضعناه في إعداد المنتخب الوطني لتظاهرة الغابون ذهب سدى، وأن الارتماء في أحضان المدرسة الفرنسية لم تجن منه الكرة المغربية شيئا. كنا ننتظر من هيرفي رونارد أن يعترف بفشله، ويقول للمغاربة بأن الكرة « هربت « عنهم، وبأنه ليس بالصورة التي صورها لنا البعض، وأن سحره انطلى على من تعاقد معه ومن باركوا ذلك، وقاموا بتلك المسرحية المعروفة للتوقيع معه. نتفق مع المدرب الفرنسي حين صرح في الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة فنلندا بأن النتيجة لا تهم في مثل هذه المباريات، ولكننا لا نتفق معه على أداء الفريق الوطني، ونتفق معه أيضا، بأن الحكم على الأشياء يكون في المنافسات الرسمية، ولكن مع هذا الفريق الوطني لا شيء يطمئن. وأن حديثه على تحمل مسؤولية الإخفاق لن يفيدنا في شيء، وأن أقصى ما سيتحمله، هو حمل حقائبه والسفر إلى فرنسا كما صرح بذلك لجريدة « ليكيب « الفرنسية خلال هذا الأسبوع للإشراف على تدريب إحدى فرق بطولتها، ليعيدنا إلى نقطة الصفر.