يصل عدد المواطنين المغاربة الذي يعانون من أمراض الكلي إلى مليون مريض، من بينهم 9 آلاف و500 حالة إصابة بالقصور الكلوي، في حين ما يفوق 3 آلاف منهم يوجدون في لائحة الانتظار للاستفادة من خدمات التصفية، أما عدد المستفيدين من هذه التقنية فهو لايتجاوز 6 آلاف و114شخصا. ويعد داء السكري السبب الأول في الإصابة بالمرض، في حين تعد أمراض القلب وارتفاع الضغط الدموي، العامل الثاني المسبب للإصابة بمرض القصور الكلوي. وضعية مقلقة بالنظر إلى ارتفاع أعداد المرضى بالقلب والشرايين، وهو ما جعل من محطة اليوم العالمي للكلي خلال السنة الجارية مناسبة للتوعية بضرورة التسريع بوثيرة الكشف والوقاية المبكرة من أمراض الكلي، والعمل على تحسيس المواطنين بأهمية الكشف المبكر عن هذا المرض قبل بلوغ مرحلة القصور الكلوي، وظهور مضاعفاته على القلب والشرايين، بالنظر إلى أنها السبب وراء تسجيل العديد من الوفيات في المغرب، إذ تتسبب سنويا في وفاة أشخاص وسقوط ضحايا، أكثر عددا من ضحايا حوادث السير ومن ضحايا أمراض السرطان. وتعد أمراض القلب والشرايين، في وقتنا الراهن، أحد الإكراهات التي تواجه الصحة العمومية في المغرب، إذ تهدد ما يناهز 150 مليون شخص، ملزمين باتخاذ مختلف الاحتياطات الوقائية الصحية لتجنب عواقب الإصابة بكل أو بعض تلك الأمراض، وتفوق حدة خطورته ما يخلفه سرطان الثدي والرحم عند المرأة، وسرطان الرئة عند الرجال. وتعتبر النساء المغربيات أكثر المصابين بهذه الأمراض مقارنة بالرجال، بسبب تعرضهن للسمنة، وتهافتهن على الأدوية الطبية وبعض الأعشاب التي تساعد على الزيادة في الوزن، اعتقادا منهن أنه عامل من عوامل الحفاظ على الجمال والصحة الجسدية. ويتوقع المتتبعون ارتفاع عدد المصابين بالقصور الكلوي في المغرب، بالنظر إلى ارتفاع أعداد المسنين وانتشار مرض السكري، وأمراض الكلي، والشرايين، في أوساط المواطنين، ما جعلهم يقدرون ارتفاع تكلفة العلاج بالنسبة إلى مؤسسات التأمين والتغطية الصحية والمصابين أيضا. وللوقاية من الإصابة بأمراض الكلي، يجب التقيد ببعض القواعد البسيطة التي يمكن أن تقي وتحافظ على صحة وسلامة الكلية، وبالتالي المساهمة في الوقاية من أمراض القلب والشرايين، ومن بينها، شرب كمية كافية من الماء، على الأقل لتر واحد في اليوم، على أن تكون موزعة خلال اليوم بهدف تسهيل عمل الكلي، مع الحرص على اتباع تغذية متوازنة لتفادي الوزن الزائد أو الإصابة بالكولسترول، من خلال تجنب تناول الطعام المالح، لأنه يتسبب في ارتفاع ضغط الدم. ومن النصائح أيضا هناك، الإقلاع عن التدخين، والمواظبة على ممارسة نشاط رياضي بانتظام، لمحاربة الخمول البدني، مع الانتباه إلى بعض المواد التي قد تكون سامة بالنسبة إلى الكلي، وضرورة تفادي تناول الأدوية دون وصفة طبية، مثل العقاقير المضادة للالتهاب بما فيها «الباراسيتامول»، أو المضادة للروماتيزم، سيما بالنسبة إلى النساء اللواتي يفرطن في العلاج الذاتي ضد أمراض الروماتيزم، حسب ما منحته نتائج علاج أفراد محيطهن. ومن الوصايا العشر في حالة الإصابة بأمراض الكلي، علاج مسببات أمراض الكلي من خلال السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، والتخفيض من نسبة البروتين الموجود في البول، والكشف وعلاج أي أنيميا محتملة، إلى جانب رعاية أي خلل للفوسفور المتقدم، وإزالة العوامل المسرعة (أدوية، تدخين)، واحترام تغذية متوازنة وطلب النصيحة من الاختصاصي، مع الحرص على أداء تمارين رياضية بانتظام، والخضوع لتلقيح ضد التهاب الكبد الفيروسي من نوع «باء».