تحركت الآلة الدعائية ضد رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيزأخنوش، بعدما تبيّن أنه لم يتفق على تشكيلة الأغلبية الحكومية، التي قدمها رئيس الحكومة، المكلف، عبد الإله بنكيران، حيث يتواصل إطلاق النار عليه، من طرف الوسائط القريبة من حزب العدالة والتنمية، ومن طرف الكتائب المرتبطة بهذ الحزب، في محاولة للضغط عليه، حتى يرضخ للموقف الذي أعلنت عنه الأمانة العامة لحزب بنكيران. العملية الجارية الآن تحاول أن تُشٓيْطِنٓ أخنوش، كلما عبّر عن موقف مخالف لبنكيران، في إطار الآلية المستعملة، باستمرار، للضغط على الفرقاء والخصوم السياسيين، والتي لا تتوانى عن الانتقال بين النقيضين، بدون حرج ولا وخز الضمير، بل ما يهمها هو الوصول إلى غايتها، مهما كانت الوسيلة. الآلية ليست جديدة، فقد سبق أن استعملت مع الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، حيث كان يعتبر الشيطان الأكبر، عندما عارض حزب العدالة والتنمية، وانتقد أداء الحكومة السابقة، التي انسحب منها، بل وصل الأمر إلى رفض السلام عليه والحديث معه، غير أنه بمجرد أن حصل تقارب بين الحزبين، انقلبت الآية وأصبح شباط بطلا صالحا، وتحركت الماكينة لتلميع صورته. الآن يحصل نفس الأمر مع عزيز أخنوش، لكن في الاتجاه المعاكس، حيث كال له هذاالحزب وأنصاره، المديح، بل إن بنكيران ظل ينتظر المؤتمر الاستثنائي للتجمع الوطني للأحرار، قرابة عشرين يوما، بعد تكليفه من طرف جلالة الملك بتكوين أغلبية حكومية، ليفاتح أخنوش في أمر تشكيل الحكومة، معتبرا أنه لا يمكنه التقدم أي خطوة، بدونه. أكثر من كل هذا، فالتجمع الوطني للأحرار هو الذي أنقذ حكومة بنكيران السابقة، وقدم لحزب العدالة والتنمية، هدية ثمينة، عندما انسحب الاستقلال، رغم ما عاناه رئيس التجمع، السابق، صلاح الدين مزوار، من حملة غير مسبوقة من السب والقذف. أخنوش، الملاك المُنقِذ، سرعان ما تحول إلى شيطان، عندما قدم وجهة نظره في شأن تشكيل الأغلبية الحكومية، وكأنه ليس من حق أي حزب أن يبدي رأيا مخالفا لرئيس الحكومة، وإلا فإنه سيتهم بتدبير «مؤامرة» وقيادة «البلوكاج»، في ضرب تام لمبدإ التعددية الحزبية، التي تفترض أن يختار كل حزب مواقفه وحلفاءه، بكل حرية واستقلالية، انطلاقا من قناعات قياداته وأجهزته التقريرية، دون أن يتعرض للسب والقذف والتشهير.