عقد الناخب الوطني هيرفي رونار، أول أمس الخميس، ندوة صحفية بقاعة المؤتمرات التابعة لملعب محمد بن طحنون في مدينة العين الإماراتية، من أجل تسليط الضوء على تحضيرات أسود الأطلس لكأس الأمم الإفريقية المقامة بالغابون في الفترة الممتدة ما بين 14 يناير و5 فبراير. وأكد رونار في مداخلاته تفاعلا مع أسئلة الصحافيين الذين حضروا لتأمين تغطية هذا اللقاء الإعلامي أنه يثق كثيرا في المجموعة التي يملك، رغم الإصابات التي لحقت ببعض العناصر و الثوابت المهمة فيها، إلا أن هذا الأمر لا يمنع من أن تقدم الأسماء الأخرى أفضل ما لديها، مشيرا إلى أنه ينتظر تقريرا مفصلا من الدكتور عبد الرزاق هيفتي حول حالتي نور الدين أمرابط و سفيان بوفال من أجل الحسم في مشاركتهما. وعرج مدرب الفيلة الإيفوارية سابقا للحديث عن إيجابيات الاستعداد في دولة الإمارات العربية المتحدة، مشددا على أنه يرتاح للبنى التحتية التي تتوفر عليها الدولة العربية وهو ما يساعد على التحضير الجيد للمنافسات الإفريقية، مردفا «التداريب ليست سهلة على اللاعبين، لكن يجب لزاما المرور من هذا الاختبار لقياس مستوى الجاهزية و مواصلة الاستعداد ليوم 16 يناير». ولفت صاحب آخر تتويجين مع الكوت ديفوار و زامبيا إلى أن معنويات العناصر الوطنية جيدة وأن كل الأجواء المحيطة إيجابية وهو جزء من كل مهم من أجل البصم على مشاركة مميزة، يقول ذات المتحدث. وعن برنامج البعثة المغربية في الإمارات كشف رونار على أن كل التحضيرات تسير كما هو مسطر لها من قبل، موضحا أن أسود الأطلس سيكتفون بودية مع أحد فرق الدوري الإماراتي، بعد إلغاء المباراة الإعدادية ضد إيران، لأسباب تنظيمية ولوجيستيكية، مذكرا على أن النزال الحبي ضد فلندا سيجرى في موعده، أي في التاسع من يناير الحالي، كما هو محدد سلفا. هيرفي رونار تحدث أيضا عن طموحه و هدفه رفقة أسود الأطلس في أول مشاركة له مع المغرب، محددا سقف أهدافه مع زملاء العميد مهدي بنعطية في بلوغ الدور ربع النهائي من كأس الأمم الإفريقية بالغابون كحد أدنى، مع التطلع للأفضل وفق سياق و أجواء المنافسة القارية، الحبلى بالمفاجآت والأسرار. الفرنسي صاحب 48 سنة شدد على أنه لم يقص أحدا من لائحة المنتخب، في جواب عن سؤال اخياراته البشرية التي خلقت الجدل والحدث أيضا في الشارع المغربي، و ذلك بعد إقصائه لأسماء كانت بالأمس القريب تشكل العمود الفقري لجسم المنتخب على غرار حكيم زياش وعمر القادوري وأشرف لزعر، مشيرا إلى أنه في لحظة حسم كان أمام حتمية الاختيار، الذي يتحمل الناخب فيه كامل مسؤوليته، مضيفا بأن الإصابات التي لحقت بالعناصر المغربية تفتح الباب على مصراعي أسماء أخرى قصد الالتحاق بالعرس الإفريقي بالغابون. استدعاء لاعب محلي واحد لتشكلية المنتخب الوطني الأول لم يمر دون أن يسجل هو الآخر حضوره في خانة الأسئلة، وهو ما أجاب عنه الفرنسي بابتسامة عريضة، قبل أن يطالب الصحافيين بالصبر، مضيفا بأنه من الممكن أن تحدث إصابات جديدة في صفوف النخبة المغربية، مستدركا بالقول «عدم التواجد بالغابون لا يعني أبدا بأن أي لاعب هو دون مستوى الحاضرين، هذا يعني أن المدرب الذي يختار الأسماء التي تدخل ضمن مخططاته التكتيكية»، مردفا وهو يتوجه إلى الإعلاميين الحاضرين «ما يهمكم هو كيف سيلعب رونار هذا في الغابون، تتساءلون في قرارات أنفسكم كيف يتعامل رونار مع مبارياته، نحن نعلم، إذن أنتم تعلقون على لائحة دون أن تعرفوا التفاصيل والجزئيات الخفية، على الأقل أعرف شخصيا الاتجاه الذي أريده سلكه وأتمنى أن يكون جيدا». وختم رونار ندوته بتوجيه رسالة للشعب المغربي عامة والجمهور خاصة، داعيا إياهم إلى البقاء متجندين بالروح الإيجابية و التفاؤل، رغم الضربات القوية التي تهز أركان المنتخب، بعد الأخبار المتتالية لعدد كبير من الإصابات، مذكرا بأن ما يهم في مثل هذه المناسبات هو الحالة النفسية والمعنوية للاعبين و قوة روح المجموعة، متمنيا أن تخبئ الكرة مفاجآت جميلة لأسود الأطلس، إذ أن الكرة الإفريقية غالبا ما تحمل أسرارا لن تنكشف إلا في الأيام القادمة، يختم ربان سفينة المغرب قوله.