في الجماعة القروية اولاد غانم (إقليمالجديدة) عمت مظاهر الحزن دوار سيدي أحمد بن مبارك حيث شيعت جنازة الفقيدة ربيعة المستعين، التي انتهت حياتها بطريقة مأساوية نتيجة اعتداء إرهابي استهدف ليلة رأس السنة، مدينة إسطنبول التركية. شيعت الفقيدة ربيعة المستعين، التي كانت متزوجة قيد حياتها من مواطن كويتي رزقت منه بولدين وبنت، في موكب جنائزي مهيب بعد صلاة الظهر التي أقيمت بمسجد زاوية سيدي أحمد بن مبارك لتوارى الثرى في مقبرة الدوار. وتنحدر الفقيدة ربيعة المستعين التي كانت تقيم بدولة الكويت لأكثر من عقدين من الزمن وسافرت رفقة أسرتها الصغيرة لقضاء نهاية السنة في اسطنبول، من دوار الحوزية على تراب الجماعة القروية اولاد غانم (إقليمالجديدة) حيث يقيم والداها وإخوانها الثلاثة وأختاها. وبمدينة بني ملال، جرى تشييع جثمان المواطنة المغربية زينب أيت السي البالغة من العمر 39 سنة، ضحية الهجوم الإرهابي الدامي الذي ضرب إسطنبول ليلة رأس السنة وخلف مصرع ما لا يقل عن 39 شخصا وإصابة 69 آخرين بجروح. وفي حي سمية وسط مدينة بني ملال ودعت أسرة وأقرباء الفقيدة زينب أيت السي، التي التحقت بدولة الكويت قبل عقد من الزمن وارتبطت بمواطن كويتي سنة 2013 الذي لم ترزق منه بأبناء. وبمسجد جبران أقيمت صلاة الظهر والجنازة لينقل جثمان الفقيدة زينب أيت السي في موكب جنائزي مهيب إلى مثواها الأخير بالمقبرة الإسلامية أولاد ضريب لتوارى الثرى. وكان قد وصل مساء الثلاثاء إلى مطار محمد الخامس الدولي للدار البيضاء جثمانا المواطنتين المغربيتين اللتين قتلتا في الاعتداء الذي استهدف، ليلة رأس السنة مدينة إسطنبول التركية. وكان جلالة الملك محمد السادس قد تفضل بإعطاء تعليماته السامية للتكفل بنقل جثماني المواطنتين المغربيتين اللتين قتلتا في هذا الهجوم الإرهابي الذي ضرب منشأة سياحية بإسطنبول، وكذا بمصاريف استشفاء المواطنين الذين أصيبوا بجروح في هذا الاعتداء. وتتلقى أربع مواطنات مغربيات العلاج على إثر الجروح التي أصبن بها خلال هذا الهجوم. ويذكر أن سفير المغرب بأنقرة منور عالم زار صباح أول أمس الثلاثاء رفقة القنصل العام للمغرب بإسطنبول امحمد إفريقين، المغربيات الأربع اللواتي أصبن بجروح خلال الهجوم الدامي الذي ضرب إسطنبول ليلة رأس السنة. هذا وقد طمأن كل من مدير المستشفى الذي ترقد فيه إحدى المواطنات المغربيات المصابات على مستوى الرأس في الاعتداء الإرهابي الذي خلف مصرع ما لا يقل عن 39 شخصا وإصابة 69 آخرين بجروح، والطبيب الجراح الذي أجرى لها العملية، السفير المغربي عن وضعها الصحي والجهود التي بذلها الطاقم الطبي لإنقاذ حياتها، مؤكدا أن وضعها الصحي في تحسن مستمر. وتتابع المواطنات المغربيات الأخريات، ضمن الجرحى الأربع ضحايا الاعتداء الذي استهدف الملهى الليلي (رينا) الذي يرتاده الأثرياء والفنانون ونجوم كرة القدم والذي يقع في حي راق ببيسيكتاس على ضفاف البوسفور، العلاج إثر الجروح التي أصبن بها في الهجوم ومن المتوقع أن يغادرن المستشفى في الأيام القليلة المقبلة. وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال عالم إن هذه الزيارة تأتي تنفيذا للتعليمات الملكية السامية بهدف الاطلاع على الوضع الصحي لجرحى هذا الاعتداء، وعبر، بهذه المناسبة، عن شكره للمسؤولين والأطقم الصحية للمؤسسات الاستشفائية المذكورة لتعبئتهم والجهود التي بذلوها لتقديم العلاجات الضرورية للضحايا. وبالمقابل، أعربت المغربيات الأربع عن فخرهن الكبير لعطف جلالة الملك محمد السادس ،والتمسن إبلاغ جلالته مشاعر الامتنان والولاء والتشبث الراسخ بأهداب العرش العلوي المجيد. وكانت سفارة المملكة بأنقرة والقنصلية العامة للمملكة بإسطنبول قد شكلتا خلية أزمة على اتصال مع السلطات التركية المختصة بغية تأمين المساعدة للضحايا وأسرهم. ويذكر أن سفير المغرب بأنقرة منور عالم والقنصل العام للمغرب بإسطنبول امحمد إفريقين، حرصا مساء أمس الثلاثاء على تتبع كل مراحل ترحيل جثماني الفقيدتين اللتين لم يتجاوز عمرهما قيد حياتهما العقد الرابع واللتين أجهض الاعتداء الإرهابي حلمهما في حفل الزفاف الذي قدما من أجل الإعداد له من تركيا، من مطار اتاتورك في اسطنبول في رحلة جوية على متن الخطوط الملكية المغربية نحو مطار محمد الخامس. هذا، ولم يدخر قنصل المغرب في اسطنبول امحمد افريقن، الذي واصل منذ إحداث خلية أزمة بسفارة المغرب في أنقرة وبقنصلية المغرب في اسطنبول، التنسيق مع السلطات التركية المختصة، جهدا في مساندة أسر الضحيتين المفقودتين والحرص على تواصل فعال مع أسر المصابات لتجاوز هذا الظرف العصيب. يذكر أن المصالح المركزية لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون شكلت الأحد خلية أزمة إثر الاعتداء الإرهابي الذي استهدف ليلة السبت الأحد ملهى « رينا»، وأوضحت ذات المصادر في حديث لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن خلية الأزمة المحدثة المكونة من عدة قطاعات معنية تروم متابعة وضعية المواطنين المغاربة في هذا البلد. يذكر أن الاعتداء الإرهابي استهدف الملهى الليلي (رينا) الذي يرتاده الأثرياء والفنانون ونجوم كرة القدم والذي يقع في حي راق ببيسيكتاس على ضفاف البوسفور. ويعد ملهى «رينا» الليلي الفخم الذي تعرض لاعتداء دام خلال الاحتفال بالعام الجديد، مقصدا للحياة الليلية في اسطنبول ويؤمه نجوم كرة القدم والأثرياء والمشاهير والسياح الأجانب. ويمكن الوصول إلى الملهى الذي افتتح في 2002 والواقع على البوسفور في الشطر الأوروبي من اسطنبول، على متن زورق مباشرة من المضيق. ويعتبر هذا الملهى الليلي، بحي أورتاكوي الراقي على الضفة الأوروبية لاسطنبول، ملتقى لنجوم فرق كرة القدم في اسطنبول ونجوم المسلسلات التلفزيونية الشهيرة في تركيا. يذكر بأن المهاجم أجهز في البداية على رجل شرطة ومدني في مدخل الملهى قبل الولوج إلى الداخل، حيث كان حوالي 600 شخص يحتفلون بحلول رأس السنة الجديدة، وأطلق النار عشوائيا في اتجاههم. وجرى البحث عن المهاجم بدعم جوي، إذ حلقت مروحيات في كل المناطق المحيطة بمدينة اسطنبول. وبالمقابل أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، الأربعاء ، أنه تم التعرف على هوية منفذ الاعتداء الذي أوقع 39 قتيلا في ملهى ليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة. وقال تشاوش أوغلو لوكالة «الأناضول» الحكومية « تم التعرف على هوية الشخص الذي ارتكب الاعتداء الإرهابي في اسطنبول» بدون أن يكشف تفاصيل حول منفذ الهجوم الذي لا يزال فارا حتى الآن. وكانت صحف تركية ذكرت، أول أمس الثلاثاء، أن منفذ الهجوم الذي خلف 39 قتيلا في ملهى ليلي بإسطنبول ليلة رأس السنة، قاتل في سورية في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي تبنى الهجوم. وأوضحت هذه الصحف أن المهاجم دخل إلى تركيا من سورية، حيث كان يقاتل إلى جانب تنظيم «الدولة الإسلامية» وهو ما يفسر «إتقانه الجيد جدا لاستخدام الأسلحة النارية». وحسب المصادر ذاتها، فإن المهاجم تدرب على حرب الشوارع في مناطق سكنية في سورية، واستخدم التقنيات التي اكتسبها هناك في اعتدائه، مضيفة أن التنظيم اختار المهاجم «خصيصا» لتنفيذ الاعتداء على ملهى «رينا» الشهير، الذي سقط فيه الكثير من القتلى الأجانب، غالبيتهم من دول عربية.