استعاد حي الملاح (الحارة اليهودية بمراكش) جزءا من ذاكرته التي أتلفت بسبب تغيير أسماء دروبه. و كانت الزيارة التي قام بها جلالة الملك للحي في إطار تدشين إعادة تهيئته الأسبوع الماضي، بمثابة لحظة مفصلية لإيقاظ وعي المسؤولين بضرورة حماية التراث الثقافي اليهودي المغربي، باعتباره جزءا من الذاكرة الوطنية. التعليمات التي أصدرها جلالته، وجدت صدى لدى مسؤولي مراكش، حيث سارع المجلس الجماعي للمدينة لعقد دورة استثنائية بطلب من السلطة مساء الثلاثاء 3 دجنبر 2016، من أجل البت في نقطة وحيدة هي إعادة الأسماء الأصلية لدروب وساحات هذا الحي، وفي مقدمتها اسمه الأصلي (الملاح) الذي استبدل في وسط سبعينيات القرن الماضي باسم حي السلام. ووافق أعضاء المجلس الجماعي على إعادة الأسماء اليهودية التي كانت دروب الملاح معروفة بها، إلى حدود السبعينيات. وهكذا سيستعيد درب التاجر اسمه التاريخي درب التاجر باشوعا كوركوس، ودرب الزاوية اسم درب ربي إبراهيم أزولاي، ودرب الخير اسم درب الشيخ إسحاق بن زعا، و درب موتورة اسم درب تلمود تورة، و درب أوطالب اسم درب ربي يعقوب ابطان، ودرب شمعون اسم درب بن شمعون، ودرب زمران اسم درب ليشيا، ودرب المستقبل اسم درب مساس، ودرب ركراكة اسم درب السلالي بن حمو، ودرب الفتح اسم درب فرانسيسكو، ودرب الصاكا اسم درب طابا، ودرب الفلاح اسم درب بلانطا، ودرب السعادة اسم درب أم قنين، ودرب غورة اسم درب الحرار، ودرب القوس اسم درب مردخة بن عطار. وكان المجلس البلدي (على عهد رئيسه الاستقلالي مولاي امحمد الخليفة) قد أدرج في دورة فبراير لسنة 1977 نقطة تتعلق بتغيير اسم الملاح، حيث اقترحت عدة أسماء لتكون بديلا عنه، منها حي الفرح و حي المسيرة و حي البديع ليستقر قرار أعضاء المجلس على اسم حي السلام.