تميز مهرجان مراكش الدولي للفيلم ب»إقصاء» الفيلم المغربي بدعوى عدم جاهزية «الكبار» للمنافسة، وبدعوى أن الأفلام التي حظيت بدعم المركز السينمائي المغربي كلها أفلام ضعيفة ولا ترقى إلى مستوى عرضها في مهرجان دولي كبير من طينة مهرجان مراكش. غير أن الأفلام المعروضة، أو على الأقل جلها، أكد أن ذلك مجرد نقاش مغلوط وذريعة بائسة للتغطية على ضرب تجربته السينمائية الرائدة أفريقيا وعربيا، وتناقض صارخ مع توجهات البلاد المنفتحة على محيطها المغاربي والعربي والأفريقي، ومحاولة لإقبار المكتسبات. كما طرح خلال هذا المهرجان هيمنة الأفلام الفرنسية وغياب السينما المغربية مشكلة كبيرة على الجهات المعنية بتنظيم المهرجان، ومدى قدرة الطرف المغربي على جعل الفرنسيين مجرد موظفين تنفيذيين لا منظمين فعليين، كما يظهر من البرمجة واكتساح جل الوظائف في هرم الطاقم المشرف على المهرجان، فضلا عن أكبر عدد من الضيوف والسابحين في نطاق المد الفرنكفوني، والتفضيل المبالغ فيه لكل ما هو فرنسي. ولنكون واضحين أكثر، فقد حظيت السينما المغربية بتكريم الراحل عبدالله المصباحي مع الاكتفاء بعرض لقطات من منجزاته، واتْبَاعِه في نفس الوقت بتكريم الممثل الكوميدي (في المسرح والتلفزيون) عبدالرحيم التونسي الملقب بعبدالرؤوف نسبة إلى اسم الشخصية التي جسدها طيلة حياته تقريبا، عارضة فيلما تلفزيونيا لا قيمة له، في حين كان الأجدر تقديم فيلم للمكرم الأول، مع العلم أن تكريم النجمة الفرنسية إيزابيل أدجاني قد حظي بثلاث شهادات وعرض عدة أفلام أخرى.