لتأمين احتفالات رأس السنة وتحسبا لكل طارئ أمني، اتخذت السلطات الأمنية بالمغرب العديد من التدابير الاستباقية، تحرص مختلف ولايات الأمن على تنفيذها. وحسب مصدر مطلع، فإن هذه التدابير جاءت نتيجة اجتماع رفيع المستوى، جمع، مؤخرا، بالرباط، كبار المسؤولين الأمنيين. وتعكف الأجهزة الأمنية المغربية حاليا على تنفيذ خطة أمنية موحدة استعدادا لاحتفالات رأس السنة الميلادية، تماشيا مع المذكرات الأمنية والبرقيات التي صدرت عن قيادات الدرك الملكي والمديرية العامة للأمن الوطني والقوات المساعدة، والمتمحورة حول الإجراءات والتدابير الأمنية الواجب اتخاذها في الأماكن التي تشهد احتفالات رأس السنة الميلادية. إلى هذا أفادت معطيات أن هناك تعليمات صدرت بخصوص تنصيب مراكز قيادة موحدة داخل المصالح المركزية بكل مدينة تتكون من ممثلين عن السلطات المحلية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة إضافة إلى مصالح المخابرات، بهدف تجميع المعلومات وتنسيق الجهود الأمنية والتنظيمية وتوحيدها لحل جميع المشاكل في الوقت المناسب. وأوضحت نفس المصادر أن المصالح الأمنية قد رفعت درجة التأهب الأمني، بكل من مقرات المصالح الأجنبية والتمثيليات الدبلوماسية المعتمدة في المغرب، و ستخضع طيلة مدة الاحتفالات بالسنة الميلادية الجديدة لمراقبة مشددة، مبرزا أن هذه التعزيزات الأمنية سيتم الدفع بها خلال الأيام المقبلة من أجل تأمين تلك المقرات الأجنبية، سواء في العاصمة الرباط أو الدارالبيضاء. وأكدت المصادر ذاتها، أن جميع الإمكانيات اللوجيستيكية والبشرية، جرى توفيرها لتأمين احتفالات رأس السنة الجديدة، منذ ليلة الخامس والعشرين من شهر دجنبر حتى فاتح يناير، مع الدعوة إلى مضاعفة عدد الدوريات المشتركة الراجلة منها والمحمولة، سواء بين الدرك أو الأمن الوطني وأفراد القوات المساعدة، فضلا عن تكثيف حضور فرق "حذر"، في الشوارع والأماكن الأكثر استقطابا للمغاربة والأجانب، خاصة بالمدن السياحية. وأعلن قائد القيادة العليا للوقاية المدينة، حالة استنفار في صفوف قواته للانخراط ،بفعالية وعلى مدار الساعة، في عملية تأمين احتفالات رأس السنة وفق المعطيات ذاتها، فيما أكدت مصادر بوزارة الصحة، أن هناك تدابير استثنائية اتخذت لضمان نجاعة تدخل طب الطوارئ في هذه المناسبة. ولهذا الغرض الأمني، قررت المديرية العامة للأمن الوطني، إشراك نحو 3 آلاف متدربة ومتدرب في الشرطة، في تأمين احتفالات رأس السنة، بينما عقد ولاة الأمن ورؤساء المناطق والمفوضيات الأمنية، عبر تراب المملكة، اجتماعات أمنية مع كبار المسؤولين الأمنيين الجهويين والمحليين، حيث أبلغوهم تعليمات المديرية المركزية، القاضية بضرورة التحلي بالتعبئة واليقظة وتسخير جميع الوسائل، لإنجاح استراتيجية المديرية في تأمين احتفالات رأس السنة. وسيوزع ما لا يقل عن 3 آلاف متدربة ومتدرب في الأمن والشرطة، بزي مدني، على المواقع السياحية والأماكن الحيوية في المدن المعروفة باستقطابها لمشاهير العالم للاحتفال برأس السنة الجديدة، بينما سيجري تعزيز الفرق الأمنية بالمدن السياحية بفرق «مجموعات البحث والتدخل». والى هذا، يأتي خلق «مجموعات البحث والتدخل»، المتخصصة في ملاحقة الأشخاص المبحوث عنهم ورصد جميع الأفعال والجرائم الماسة بالإحساس بالأمن ومكافحة كل أنواع الجريمة بالشارع العام، في مرحلة أولية، بكل من فاس وسلا، على أن يجري تعميم التجربة على مدن أخرى. وتجدر الإشارة إلى أن المدن السياحية التقليدية بالمغرب، كمراكش وأكادير وإيفران وطنجة وفاس، تتحول كل سنة، إلى وجهة عدد من قادة ومشاهير العالم للاحتفال برأس السنة الجديدة، وهو ما يؤكد ثقة هذه الشخصيات المرموقة في الأمن الداخلي المغربي.