إن كل متتبع للخطاب السياسي لبلادنا، لابد وأن يخرج بخلاصة أساسية ودالة، مفادها أن كل الساسة والمحللين والإعلاميين والمعلقين السياسيين... لم يستطيعوا ولن يستطيعوا الخروج من النسق المفاهيمي الاتحادي، يفكرون ويتكلمون لغة اتحادية، حتى وإن كانوا يفتقدون إلى الشجاعة السياسية والنزاهة الأخلاقية التي تجعلهم يرتقون إلى نبل الاعتراف بإبداعات ومبادرات الاتحاد الاشتراكي فكرا وممارسة... بل أنذل من هذا، عندما نستمع إلى بعضهم أو نقرأ لبعضهم الآخر، ونلاحظ كيف تتم قرصنة مواقف ومصطلحات الاتحاد الاشتراكي، ومنهم من يحاول أن يقنعنا بأنه منتج هذه الأطروحات السياسية والجادة... لهذا ارتأيت أن أقف عند بعض المفاهيم والمواقف الاتحادية الأصيلة، والتي يحاول بعض السياسيين وشركائهم الإعلاميين تشويهها، بإفراغها من حمولتها أحيانا أو بتوظيفها خارج السياق التاريخي أحيانا أخرى. لننتظر!