صدر مؤخرا، في مجال التواصل وتحليل الخطاب، مؤلف جديد للدكتور أحمد العاقد: "آليات التواصل: دراسات في تنوع أشكال الخطاب" يعالج جملة من القضايا والإشكالات المتصلة بالخطاب والتواصل. ويتضمن المؤلف، الصادر عن أبي رقراق بالرباط، مجموعة من الدراسات التحليلية التي ترصد آليات التواصل المتحكمة في إنتاج الخطابات وتداولها على مستوى العديد من الممارسات التعبيرية (السياسية، الإعلامية، الفنية، الثقافية، ...). وخصص الكتاب الجديد حيزا هاما لتحليل أشكال متنوعة من الخطابات في بعديها النصي والسياقي استنادا إلى أدوات إجرائية متعددة مستمدة من المعرفيات والسيميائيات واللسانيات والمنطقيات. ويقر الدكتور أحمد العاقد، كما نقرأ على ظهر الغلاف أن "الخطاب والتواصل وجهان لعملة واحدة تتمثل في قدرة الإنسان على مباشرة العمليتين الضامنتين لوجوده وحضوره الفاعل كفرد في الجماعة والمجتمع : عملية التفكير وعملية التعبير. غير أن وصل الخطاب بآليات التواصل يقتضي مراعاة القنوات التعبيرية والوسائط المعتمدة في التعبير حيث يختلف الخطاب باختلاف الوسائط، وبالتالي يتميز المكتوب عن السمعي وعن السمعي البصري، ويتميز الوسيط التقليدي عن الوسيط الافتراضي. ومن ثمة، لا ينبغي أن نقيم الحدود الفاصلة بين الخطاب وسياق التخاطب لأن المعنى في اللغة التي يكتب بها الخطاب يتصل جوهريا بالمعنى في العالم الذي يحتضن الخطاب. على أن السياق الذي نقصده مستمد من المقاربة المعرفية النسقية التي لا تعتبره وضعيات اجتماعية جاهزة ومنغلقة، بل محددات ذاتية يتبناها الكائن البشري في تواصله عن الوضعيات الاجتماعية ذاتها. فالسياق المعرفي للخطاب والتواصل عبارة عن جهاز خاص يتشكل من المعتقدات والمعارف المشتركة والتمثيلات والنماذج الذهنية المتحكمة في مختلف عمليات الإنتاج والتلقي." الدكتور أحمد العاقد مختص في قضايا التواصل وتحليل الخطاب، عضو المكتب التنفيذي لمؤسسة المشروع للتفكير والتكوين وعضو اتحاد كتاب المغرب، سبق له أن أصدر «تحليل الخطاب الصحافي: من اللغة إلى السلطة» و»المعرفة والتواصل: عن آليات النسق الاستعاري».