نظمت جمعية الشعلة للتربية والثقافة بتطوان ملتقاها الوطني السابع أيام 99 / 10 و 11 دجنبر الجاري، منتقية له في هذه الدورة محور «اللغة والطفل»، هادفة من خلال هذا الاختيار إلى التداول حول التمظهرات اللغوية لدى الطفل وربطها بواقع الطفولة المغربية والقضايا المرتبطة بها وعلاقة ذلك باحتياجاتها في مجال التعبير والتمدرس والتأهيل والإبداع وصقل المواهب، ومنخرطة في النقاش العام حول اللغة في منظومة التربية والتكوين. وكما دأب فرع الشعلة بتطوان على الأمر منذ الدورة الأولى للملتقى الوطني للطفل، فقد زاوجت الدورة السابعة بين المقاربة والتداول النظريين، والورشات التطبيقية وورشات تمكين الأطر التربوية من آليات الاشتغال مع الطفل في مجالات متنوعة تجاوبا مع انتظارات الفئة المستهدفة. فعاليات افتتاح الملتقى، يوم 9 دجنبر 2016، شكلت حدثا داخل الحدث، حيث كسرت الشعلة القاعدة المكرسة التي تقتضي إفساح المجال أولا وقبل الجميع لكلمات الجهة المنظمة والشركاء. ذلك أن «كلمة الطفل» و»كلمة اليافع» سبقت كلمات كل من رئيس قسم العمل الجمعوي والمكتب الوطني للشعلة وكلمة فرع الجمعية بتطوان. وإذا كانت هذه الكلمات الأخيرة قد اتفقت جميعها على جدية محور الدورة وجدته وطبيعته الميدانية، فإن «كلمة الطفل»، التي ألقتها الطفلة سحر لغمو أكدت على ضرورة توفير الرعاية اللازمة للطفل انطلاقا من احتياجاته وتوظيف قدراته التوظيف الإيجابي المنتج والمؤهل لتكوينه كمواطن الغد. وفي ذات السياق اندرجت كلمة اليافعة فائق نهيلة التي نبهت إلى ضرورة استحضار اليافع ضمن المنظومة التربوية كمرحلة عمرية لها خصوصياتها المميزة. الندوة المحورية للملتقى انعقدت حول تيمة « تمثلات اللغة عند الطفل»، وضمنها قارب الدكتور عبد الواحد الفقيهي لغة العنف في الأمثال الشعبية المتطرقة لموضوع الطفل، بينما ناقش الأستاذ ناشد المكي موضوع الاكتساب اللغوي في إنتاج اللغة بالمدرسة المغربية. ومن جانبه، تحدث الأستاذ محمد مجعيط عن دور اللعب في إنتاج اللغة التربوية، ليتلو ذلك نقاش منتج أغنى العروض انطلاقا من اهتمامات مكوناته الحضور من أطر تربوية وجمعيات ومراكز القرب ومؤسسات التعليم الأولي ودور الحضانة. قبلها، كانت الملتقى قد انطلقت بحفل إبداعي طفولي بامتياز نشطه «كورال شقائق النعمان» صادحا بأغاني ملتزمة ووطنية من الزمن الجميل، والفنان هشام شوكي مغترفا من الموروث التراثي، و»نادي أرستوفان لفنون القول والتعبير» مجسدا لوحات كوريغرافية شعرية-غنائية، وفرقة «هواس» من المحمدية مبدعة في تقديم عرض لمسرح الدمى، وأطفال فرع الشعلة بتطوان باعثين أغاني فرقة الرحباني. وإذا كانت إحدى جلسات الملتقى الليلية قد تداولت حول موضوع اللغة في الفيلم التربوي، فإن الورشات توزعت على عدة فضاءات ولامست العديد من المهارات: ورشات المهارات الحياتية والتربية البيئية والمواطناتية والتعبير والأنشودة التي استفاد منها أكثر من مائتي طفل ويافع بحضور أوليائهم وأطر تربوية مهتم، والتي احتضنتها مكتبات القرب بأحياء طابولة وبوجراح وجبل درسة، علما أنها توجت بقافلة تربوية بالثانوية الإعدادية الفراهيدي بحي البربوري؛ ورشتا التشخيص والفيلم التربوي حيث قدم الأستاذ محمد اللوزيني عرضا تفاعليا تطبيقيا لقي تجاوبا محفزا على الاشتغال والبحث في المجال الفني- التربوي. واختتم الملتقى، الذي تمت أشغاله الرئيسية بفضاءات مركب داود للشباب والرياضة وانتقلت فعالياته الفرعية إلى مراكز ومكتبات القرب بالأحياء الشعبية، بنقاشات تقييمية تمخضت عنها توصيات التزم المنظمون بتبليغها للجهات المسؤولة والترافع عنها أمامها. ورغم نجاح الملتقى الوطني للطفل بتطوان في دورته السابعة بشهادة الأطر المشاركة والمستفيدين من مختلف الفئات العمرية، فقد سجل مرة أخرى غياب المسؤولين وتخلفهم عن دعم مثل هذه الأنشطة الثقافية والتربوية الجادة، وهو غياب وتخلف غير مبرر في حد ذاته، وذلك دون إثارة سعي بعضهم إلى عرقلة هذه الفعاليات، وهو موضوع لنا عودة إليه لاحقا حتى لا نفسد آنيا سعادة أطر فرع الشعلة بتطوان واطفاله ويافعيه بنجاح ملتقاهم.