ذكرت وكالة فرانس برس أن انفصاليي البوليساريو أقاموا في الأيام الأخيرة موقعا عسكريا جديدا بالقرب من منطقة الكركرات، وذلك على مسافة قريبة جدا من القوات المسلحة الملكية، ما يثير مخاوف من تصعيد عسكري جديد، حسب الوكالة . وتنتشر صور على عدة مواقع انترنت موالية للانفصاليين يظهر فيها «زعيمهم» إبراهيم غالي المتابع في إسبانيا بتهم عديدة وعلى رأسها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، باللباس العسكري إلى جانب عدد من رجاله على الساحل الأطلسي، وتظهر الصور غالي وهو يتفقد قواته وسط عربات رباعية الدفع. وبحسب المواقع نفسها قد يكون غالي أتى ليتفقد قواته بمنطقة الكركرات، وهو ما قالت ذات المصادر إنه «اختبار قوة جديد» والتي أضافت أن عمليات تسلل للانفصاليين حصلت، تلاها تبادل للاتهامات بين الطرفين بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 1991، مما دفع الأممالمتحدة إلى نشر عدد من قوات بعثتها خشية من «استئناف المواجهات». و منذ ذاك الوقت أكد المغرب أنه سيتحلى بضبط النفس لكنه أكد تصميمه على إنهاء أعمال بناء الطريق المعبدة في المنطقة لمواجهة كافة أشكال التهريب التي تعرفها. ونقلت فرانس برس عن محلل مطلع على الملف قوله إن المغرب يرى أن نشر مرتزقة البوليساريو لموقع عسكري متقدم أمام أعين القوات المسلحة الملكية «استفزاز لا يمكن السكوت عنه» ويعتبر أنها «استراتيجية توتر واضحة من قبل الانفصاليين» لكن أي رد فعل رسمي لم يصدر عن الرباط. كما نقلت عن خديجة محسن فينان الأخصائية في المنطقة والأستاذة في جامعة باريس 1 قولها»إنه مجرد استعراض من قبل جبهة البوليساريو» حيث إن الزعيم الجديد للانفصاليين يحاول منذ وفاة محمد عبد العزيز في مايو 2016 زيادة الضغوط وإعطاء زخم جديد لحركته ليبتعد عن نهج عبد العزيز الذي أدى إلى حالة من الجمود». وقالت خديجة محسن فينان إنه «لم يعد بحوزة جبهة البوليساريو الكثير من الأوراق» وأضافت «إن أي تسلل بمواجهة خط الدفاع المغربي خاسر عسكريا» كما لم يعد أحد يراهن على تسوية مسلحة للنزاع» في حين أن «البوليساريو عاجزة عن الدخول في مواجهة من دون موافقة الجزائر التي لا ترغب في ذلك «. ويأتي تصعيد التوتر متزامنا مع إطلاق المغرب منذ يوليوز حملة دبلوماسية في إفريقيا ستمهد لعودته إلى الاتحاد الإفريقي الذي انسحبت منه الرباط في 1984 احتجاجا على انضمام البوليساريو، وهي العودة المتوقعة خلال القمة المقبلة لرؤساء دول الاتحاد الإفريقي التي تعقد شهر يناير المقبل في أديس ابابا.