تلتزم جامعة الكرة الصمت إزاء العدد الكبير من التصريحات والشهادات التي تشير إلى وجود حالات غير نزيهة تلتصق ببعض المباريات.. وتتجه كل الأصابع لمباريات بطولة القسم الوطني الثاني.. وعندما تنطق الجامعة، كما حدث أثناء مرور عضوها رشيد الوالي العلمي بأحد برامج قناة «الرياضية» خلال الأسبوع الماضي، فلكي تكتفي بالقول إن تحركها لفتح الملفات الفاسدة، أو لفتح تحقيق في الموضوع، يظل رهينا بالتوفر على أدلة وبراهين! والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذا السياق، كيف السبيل للحصول على الأدلة والبراهين دون التحرك من أجل البحث عنها؟ وكيف لا نجعل من تصريحات مدربين ومسيرين ولاعبين، ومن شهاداتهم المنتشرة عبر كل وسائل الإعلام الوطنية، باعثا ودافعا ومبررا لفتح التحقيق؟ أكدها عبدالرزاق خيري، ولا داعي هنا للتعريف بهذا الاسم الفاعل في كرة القدم الوطنية، ولا بشخصيته وحمولته التي لن يتجادل اثنان حول توازنها وتعقلها، صرح اللاعب الدولي السابق، والمدرب والمؤطر الحالي، أن بطولة القسم الثاني تعج بالممارسات المشينة، وبالتلاعبات والبيع والشراء.. وأوضح أنه يتوفر على معطيات دقيقة تؤكد ما قاله. أسبوعا بعد ذلك، ينتفض لاعب من فريق اتحاد تمارة، ليشير أنه تعرض لمحاولة شراء ذمته من أجل التساهل في مباراة فريقه أمام جمعية سلا.. ودائما في علاقة بالفريق السلاوي، صرح حارس مرمى اتحاد المحمدية أنه تلقى اتصالا لإغرائه بالتساهل أمام جمعية سلا.. وفي الدورة 24 وبملعب الأب جيكو، انتفض عبدالحق ماندوزا مدرب ورئيس الراسينغ، والذي يشغل في نفس الوقت رئاسة ودادية المدربين المغاربة، ليشهر اتهاماته أمام الملأ مؤكدا أن جمعية سلا منافس فريقه في نفس الدورة، حاول شراء ذمة بعض لاعبيه... هناك أمثلة عديدة أخرى تؤكد أن «البيع والشراء» لايزال حاضرا في بطولة القسم الثاني في عملية يهندس لها سماسرة «محترفون»، بطلب، في كثير من الأحيان، من مسيرين فشلوا في إعداد فريق جيد وفي إحراز نتائج إيجابية، ليتحولوا إلى «شناقة» يبتاعون ذمم الضعفاء. ما المطلوب حاليا لوقف النزيف؟ سيتفق الجميع على أن المسؤولية ملقاة على جامعة الكرة، عبر خلق لجان للمتابعة والمراقبة، عبر وضع إجراءات زجرية، عبر إجبار التلفزة على نقل المباريات ذات الحساسية والتي تسبقها أخبارها، وعلى الأقل، عبر دعوة كل المعنيين الذين يتجرؤون على إطلاق مثل تلك التصريحات وتلك الشهادات، للمثول أمام الجامعة، للاستماع إليهم، ولفتح تحقيق بعد ذلك.. لأن الأكيد والمؤكد، هو أن الظاهرة مستشرية وتزداد انتشارا في هذا الثلث الأخير من البطولة.