كان على بيب غوارديولا، مدرب نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم، أن يعتمد على اثنين من صفقاته في الموسم الحالي الثلاثاء أمام أرسنال الإنكليزي في إياب دور 16 لدوري الأبطال الأوروبي: الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو والبرازيلي أدريانو كوريا، والحقيقة لم يخذله أي منهما. فرغم أن نسبة مشاركة اللاعبين في إجمالي مباريات الفريق هذا الموسم لا تتعدى 39 بالمائة (1850 دقيقة لماسكيرانو و1341 دقيقة لأدريانو من إجمالي 4050 ممكنة)، إلا أنهما فعلا كل شيء كي يصل النادي الكتالوني إلى دور الثمانية في البطولة الأوروبية، ولم يقل عنهما ديفيد فيا (الذي لعب 73.6 بالمائة من المباريات) والمغربي الأصل إبراهيم أفيلاي، الذي شارك في الشوط الثاني وكلاهما من صفقات هذا الموسم أيضا. لعب أدريانو في مركز الظهير الأيسر، ورغم أن برشلونة عادة ما يفقد في وجوده الحضور المتميز الذي يفرضه الفرنسي إريك أبيدال، الذي تراجع إلى قلب الدفاع، فإن البرازيلي لم يصعب الأمر على نفسه، وتمكن من التصدي للمحاولات الناذرة من جانب التشيكي توماس روزيكي للاختراق من جانبه. وفيما يتعلق بماسكيرانو، كان من المتوقع أن تكون المباراة فرصة مناسبة له كي يبرر قيام برشلونة بدفع 25 مليون يورو للحصول على خدماته في الصيف الماضي من ليفربول الإنكليزي. وبدا لاعب الوسط الأرجنتيني سخيا للغاية في الملعب، ولاسيما في لعبة لحق فيها بالدنماركي نيكولاس بندتنر في الوقت القاتل، وهو شبه منفرد بالحارس فيكتور فالديس والنتيجة 3 - 1. ومع غياب بيكيه وبويول، كان على غوارديولا أن يختار لاعبين لتعويض غيابهما. ورغم أنه كان لديه البرازيلي ماكسويل والمالي سيدو كيتا، فإنه اختار الدفع بأدريانو وماسكيرانو ليثبتا أنهما لاعبان يتخطى دورهما مجرد المشاركة لدقائق معدودة في مباريات محسومة النتيجة، ليستحق بذلك الفريق الكاتالاني المرور إلى الدور الموالي. واستنكر المدرب جوسيب غوارديولا الاتهامات التي وجهها المدرب الفرنسي آرسين فينغر، مدرب فريق أرسنال الإنجليزي، إلى الحكم السويسري ماسيمو بوساكا بأنه تسبب في خروج فريقه من بطولة دوري أبطال أوروبا. وقال غوارديولا بعد المباراة، إن اتهامات فينغر ليست منطقية على الاطلاق، لأن برشلونة كان الأحق والأجدر بالتأهل بعد الأداء الجيد الذي قدمه الفريق. وبرهن غوارديولا على ذلك قائلا، إن أرسنال «لم ينجح في تقديم ثلاث تمريرات متتالية في هذه المباراة». وبدا الغضب واضحا على وجوه فينغر ولاعبيه عقب انتهاء المباراة، حيث أشار بعضهم إلى أن الحكم اتخذ أكثر من قرار ظالم تجاه الفريق، مثل التسرع في قرار طرد اللاعب الهولندي روبن فان بيرسي، نجم هجوم أرسنال في الدقيقة 56 من اللقاء، بمنحه الإنذار الثاني واحتساب ضربة جزاء مثيرة للجدل في الدقيقة 71، سجل منها الأرجنتيني ليونيل ميسي الهدف الثالث لبرشلونة. وأشاد غوارديولا بالدور الرائع لنجمه الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو، الذي حافظ للفريق على بطاقة التأهل لدور الثمانية من خلال مشاركته في التصدي للفرصة التي سنحت لأرسنال قبل نهاية المباراة مباشرة، حيث كانت سرعته وتألق زميله حارس المرمى فيكتور فالديز سببا في حرمان الدنماركي نيكلاس بيندتنر، مهاجم أرسنال، من هز الشباك بهدف كان بإمكانه الإطاحة ببرشلونة من البطولة.