في إطار التكوين المستمر وتمكين الإعلاميين بما جد في عالم الكتابة الصحافية، نظم الفرع الجهوي لنقابة الوطنية للصحافة المغربية دورة تكوينية في موضوع الأجناس الصحافية بتنسيق مع وزارة الاتصال والنقابة الوطنية للصحافة المغربية وفيديرالية الناشرين يومي 25 و26 نونبر بمقر فرع فاس، استفاد منها مايربو على 30 صحافيا وصحافية يمثلون مختلف وسائل الإعلام من صحافة مكتوبة ومرئية ومسموعة والكترونية . وقبل افتتاح أشغال الدورة التي أطرها د عبد الوهاب الرامي الخبير الإعلامي الدولي والأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، قرأ المنتدون الفاتحة على روح الزميل المصور الصحافي عبد السلام الغازي الذي وافته المنية مؤخرا وفي كلمته ذكر الزميل بوهلال، الكاتب الجهوي للفرع، أهم المحاور التي خطها أعضاء المكتب في برنامجهم العام الذي انطلق منذ السنة الماضية والتي يتجلى في ثلاثة محار أساسية في طليعتها المحور النضالي للدفاع عن الزملاء الصحفيين وحل مشاكلهم المادية والمعنوية، والمحور الثاني ويتعلق بالمجال الإشعاعي، أما المحور الثالث ويتعلق بالتكوين . وخلص في كلمته مذكرا بما عرفه الفرع في مجال التكوين الذي كان قائما بين المعهد العالي للإعلام والنقابة الوطنية للصحافة المغربية ومؤسسة فريد يرش نيومن، حيث تمكن عدد من المراسلين من أدوات الاشتغال بالعمل الصحافي والالتحاق بمؤسسات إعلامية وطنية ودولية، كما نوه بالدور الرائد الذي قام به عبد السلام الزروالي مندوب وزارة الاتصال سابقا بفاس في الميدان الإعلامي والذي يرجع له الفضل في تأسيس جائزة فاس للإعلام والثقافة وعدد من المنابر الإعلامية . من جانبه أعطي الزميل ادريس العادل نظرة حول ماجد في مجال الساحة الإعلامية ويتعلق الأمر بقانون الصحافي المهني والمجلس الأعلى للصحافة، الذي سيرى النور في مطلع السنة المقبلة، مشيرا إلى أن الفرع يعمل جاهدا لتمكين كافة الزملاء للاستفادة من الدورات التكوينية بالتناوب . عبد الوهاب الرامي خلال اليوم الأول للدورة التكوينية قام بالتعريف بالأجناس الصحافية، حيث أكد أن كل جنس صحافي ينبني على قواعد خاصة خارج الخصائص المشتركة ويتميز كل جنس بخصوصياته ولذلك فالقواعد صارمة في كل جنس على حدة مع اعتبار أن طبيعة كل جنس تختلف عن الآخر، كما تتفاوت من درجة إلى أخرى وهامش التميز والإبداع الصحافي داخلها يتسع من منظومة الأجناس الخبرية إلى أجناس أخري وخاصة أجناس الرأي مرورا ببقية الأجناس الكبرى، كما تحدث بإسهاب عن تصنيفات الأجناس الصحفية محددا الأجناس الخبرية باللغتين الفرنسية والعربية، كما تناول في مداخلته أجناس صحافة الرأي، ثم انتقل بعد ذلك إلى الاستطلاع الصحفي الذي أكد أن مدخله يجب أن يكون حيويا ومقدمته الخبرية قصيرة، مشيرا إلى أن الاستطلاع الصحافي يعتمد على استغلال الحواس الخمس وبعض الحواس غير المرئية، فهو اقرب إلي فن السينما، إذ هو حكي لم يقع وهو منظومة تمنح صوتا من لأصوت له وهو اقرب إلى نبض الشارع وتعبير عن الديمقراطية وحرية الرأي، وقد تناول الرامي موضوع الاستطلاع الصحافي من خلال نص نشر بإحدى لجرائد، حيث كان يطرح الأسئلة في محاولة للوصول إلى الحقائق، ولعل هذه الطريقة البيداغوجية جعلت الزملاء والزميلات أكثر حيوية وحبا للاستطلاع، مما أعطى لهذه الحصة نكهة خاصة من خلال قراءات شعرية باللغة الفرنسية للشاعرة الصحافية فاطمة الزهراء العلوي وللشاعر الرامي مما جعل الانسجام أكثر والاستفادة في أعلى مستوى. أما اليوم الثاني من الدورة التكوينية فقد خصصه الرامي للتحقيق الصحافي والذي يعتبر من الأجناس الهامة في العمل الصحافي، فهو قريب الى التحقيق البوليسي وغالبا ما يكون المتخصصون فيه يمتحون من الروايات البوليسية التي تعتمد على الدقة في الحصول على الحقائق، وأكد أن التحقيق الصحافي يجب أن يجيب على ثلاثة أسئلة وهي من المسؤول أو مجموعة الأشخاص المسؤولة عن الخرق؟ ثم من المستفيد من الوضعية هل هو شخص أو مجموعة من الأشخاص؟ ومن هو المتضرر؟ومدى حجم المسؤولية وحجم الضرر، كما أكد الرامي أن التحقيق يجب أن يفتح له ملف خاص بالوثائق الرسمية وأخر بالوثائق الثانوية، مشيرا إلى بعض المصادر التي يمكن أن يعتمد عليها الصحافي للوصول إلى الحقائق .