تعرضت قصبة الواليدية التاريخية ، مساء السبت الماضي ، إلى انهيار مفاجئ في جزء كبير من سورها المحاذي لمدخل البرج، الذي تؤثث سطحه قطع أثرية عبارة عن مدافع حديدية أصابها الصدأ قبل أن يطالها الإهمال والنسيان. وقصبة الوليدية كان قد بناها الوليد بن زيدان إبان حكمه الذي دام من سنة 1631حتى سنة 1655م بعد فشل والده زيدان في إتمام بناء «مرسى»باقتراح من المهندس الفرنسي سان ماندري، الذي كان قد استخدم هولنديين مختصين لنسف صخور الشاطئ، لتثور بعد ذلك قبائل دكالة ضد وجود الهولنديين بدافع من عائلة بالاش اليهودية، واكتفى بعده ابنه الوليد ببناء قصبته التي سميت باسمه، قبل أن يطلق اسم الوليدية فيما بعد على المنطقة كلها، من منطقة أيير حتى منطقة سيدي عابد جنوبالجديدة، كعلامة للجودة في مجال إنتاج وتصدير الطماطم . وتُعرف قصبة السلطان الوليد بن زيدان إهمالا كبيرا من طرف مدبري الشأن الثقافي والتراثي باقليمي الجديدة وسيدي بنور بالنظر إلى الأهمية التاريخية لهذه البناية التي تعد كمعلمة تشهد على زمن مهم من تاريخ المغرب وكفضاء ثقافي يمكن أن يشكل نقطة جذب في مجال الاقتصاد السياحي والثقافي . واستنكر عدد من الفاعلين الثقافيين والجمعويين الحالة التي باتت تعاني منها هذه البناية الأثرية ، والتي اضحت فضاء لتصرفات وسلوكات منحرفة تمارس داخلها ، حيث تحولت أركانها إلى فضاء لقضاء الحاجة ، كما أن مساحة كبيرة منها تستغل كمحجز لسيارات النقل السري وللمعدات التي تستعمل في البناء المخالف للضوابط القانونية واشياء أخرى . يشار إلى أن انهيار سور القصبة لم يستنفر السلطة المحلية التي كان عليها أن تقوم بوضع حاجز لمنع الولوج الى المنطقة، والتحسيس بخطورة التواجد بالقرب أو داخل القصبة الآيلة للسقوط .