في سابقة تكاد تكون الأولى على مستوى الحضور السينمائي المغربي في الدورات الخمس عشرة الفارطة من مهرجان مراكش الدولي للفيلم، تسجل الدورة الحالية ( السادسة عشر) غيابا تاما للفيلم الوطني من خانة الأفلام السينمائية المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، حتى ولو عن طريق الإنتاج المشترك مع دول أجنبية أخرى وبلمسة إخراجية غير مغربية، كما وقع في طبعات أخرى من المهرجان.. يحدث هذا، و العديد من الإنتاجات السينمائية المغربية شاركت وتشارك هذه السنة في تظاهرات سينمائية ذات وزن على الصعيد الإقليمي و القاري والدولي وتحصد التقدير و التنويه.. إن لم تكن " الألقاب" في مختلف " التصنيفات" السينمائية، إخراجا وأداء .. وهلم جرا.. وهو الأمر الذي يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول غياب، بل " إقصاء" الفيلم المغربي ( الفيلم المحلي أو فيلم المهجر) من المشاركة، بل المنافسة في المسابقة الرسمية لمهرجان ينظم على أرض مغربية وبمدينة عريقة اسمها مراكش .. الذي من المفروض أن المهرجان يحصن المكتسبات التي سجلتها السينما الوطنية في السنوات الأخيرة على مختلف الأصعدة و يعززها ويشجعها ويضع لها الاعتبار اللازم.. كما هو حاصل وواقع ، وفي إطار طبيعي وعادي .. في مهرجانات دولية كثيرة ، حيث يحضر الفيلم المحلي في كل فقرات البرمجة من المسابقة الرسمية إلى البانوراما وما شابه.. حتى ولو لم ترق إلى المستوى المأمول.. لكنها تكون حاضرة ومبرمجة حفاظا على هوية المهرجان وتحصل بالتالي على "بطاقة دعوة" كما هو معروف في تظاهرات لعبة كرة المضرب " التنس" بالنسبة للاعب المحلي بالرغم أن الجميع متأكد من إقصاء هذا الأخير في الأدوار الأولية.. البرمجة السينمائية الغريبة على صعيد المسابقة الرسمية بالدورة المرتقبة لمهرجان مراكش الدولي للفيلم، التي لا ندري إلى مدى استندت، وما هي المعايير و المقاييس المتخذة، التي "أقرت" باستبعاد الفيلم المغربي.. ، البرمجة هاته أثارت تذمر واستياء المهنيين السينمائيين المغاربة وجل المهتمين بالفن السابع بالمغرب، حيث ما أن كشفت اللجنة المنظمة للمهرجان عن عناوين الأفلام السينمائية المشاركة في المسابقة الرسمية وغيرها من فقرات العروض السينمائية الأخرى حتى انهالت موجة سخط.. في تدوينات وتغريدات.. مواقع التواصل الاجتماعي.. معظمها اعتبر ، بصيغة أو أخرى، أن اللجنة المنظمة باختياراتها هاته، وضعت المهرجان في " حيص بيص" على مستوى هويته المغربية، إلى جانب هويته الدولية العالمية.. ، وهو ما نحبذ أن يكشف عن خلفياتها مسؤولو المهرجان، الذين أعطوا الأولوية في المسابقة الرسمية لدورة هذه السنة، كما جاء في بلاغ اللجنة المنظمة لأربع عشرة فيلما، سبعة أفلام منها تعتبر الأولى أو الثانية في مسيرة مخرجيها، "أعطيت فيها الأولوية للمواهب الشابة، مع الاستمتاع بالإبداعات السينمائية في تنوعها من خلال أعمال قادمة من بلدان الشرق الأقصى مثل اليابان وتايوان والصين...، ومن تشيلي وجنوب إفريقيا، مرورا بروسيا وإيسلندا وإيران ورومانيا والنمسا وألمانيا وفرنسا" . في حين أن برمجة السينما المغربية في الدورة المرتقبة للمهرجان، الذي حقق لنفسه إشعاعا دوليا محترما، لا يشك في أحد..، ستكتفي في ما يبدو من لوائح الأفلام المشاركة، بفيلمين فقط، أولهما الفيلم المغربي "عمي" الفيلم الروائي الطويل الثاني للمخرج نسيم عباسي، الذي سيعرض ضمن 10 أفلام في قسم "خارج المسابقةّ، وهو فيلم يقوم بدور البطولة فيه كل من الفنان الكوميدي عبد الرحيم التونسي المعروف ب" عبد الرؤوف" الذي سيكرمه المهرجان في دورته المقررة، و عالية الركاب، منال الصديقي، سعاد العلوي، ابتسام العروسي، مجيد لكرون، محمد الخياري، نور الدين بكر، ابراهيم خاي وهاجر الشركي. . وثانيهما فيلم"ميموزا" للمخرج اوليفيي لاكس، الذي يشارك حاليا في المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة السينمائي،وهو إنتاج مغربي، إسباني، فرنسي وقطري، سيشارك في قسم "نبضة قلب" إلى جانب أفلام دولية من منغوليا و لبنان والسينغال .. هذا، وسيبدأ المهرجان فعالياته يوم 2 ديسمبر بعرض الفيلم الكوري الجنوبي "عصرالظلال" للمخرج كيم جي- وون ، في حين سيكون الختام يوم 10 من الشهر نفسه بالفيلم الألماني"وداعا برلين" للمخرج فاتح اكين.. وما بين عرضي الافتتاح و الاختتام سيكون رواد المهرجان عرص خاص لاستوديوهات "ديزني"، حيث سيتم تقديم العرض ما قبل الأول لفيلم "فيانا، أسطورة نهاية العالمّ" للمخرجين رون كليمونتس و جون موسكر.