ذكر بلاغ لجمهورية مدغشقر أن موعدا مستعجلا حدد أول أمس لاستقبال سفير المغرب الجديد المعتمد في العاصمة الملغاشية بقصر الجمهورية ألغولوها، الذي حل مكان سفير المغرب السابق وعميد السلك الدبلوماسي بمدغشقر محمد عمار، إعلانا منها بشكل رسمي عن انتهاء مهامه كسفير معتمد للرباط في العاصمة أتاناناريفو. وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» أن الدبلوماسية الملغاشية كانت توصلت قبل شهور بطلب الرباط اعتماد سفير جديد لها في العاصمة أتاناناريفو يحمل اسم مرشح جديد لشغل منصب سفير للمغرب في مدغشقر بدلا من محمد عمار الذي توصلت بشأنه منذ شهرين برسالة انتهاء المهام. وتوقعت مصادر متطابقة ألا يكون السفير الجديد الذي ينتظر أن يقدم أوراق اعتماده في قصر الجمهورية ألغولوها، إلا محمد بنجيلاني سفير المغرب السابق في سانت - لوسيا، الذي ورد اسمه بشكل قوي بالموازاة مع أوسع حركة شملت السلك الدبلوماسي المغربي في الخارج خلال العقدين الأخيرين والتي عاشها المغرب قبل أسابيع، غير أن إعداد محمد عمار السفير السابق للزيارة الملكية والمؤتمر الفرنكفوني أخر من رحيل السفير الحالي محمد بنجيلاني. وذكرت ذات المصادر أن استقبال محمد بنجيلاني في قصر الجمهورية ألغولوها إعلان صريح لنهاية مهام محمد عمار السفير السابق الذي قضى زهاء عقد من الزمن ممثلا دبلوماسيا للرباط في مدغشقر ولبداية التحقيق والتدقيق حول سلوكات الممثل الأول للدبلوماسية المغربية السابق في هذا البلد. فساعات بعد انتهاء الزيارة الملكية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى مدغشقر تحل بعثة للتفتيش من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون تضم أيضا عناصر من المفتشية العامة لوزارة المالية وذلك في أعقاب معلومات تم استقاؤها من مصادر متقاطعة، تفيد بأن السفير السابق في مدغشقر قد يكون قام، على الخصوص، «باختلاسات مالية، بمناسبة تنظيم عمليات إنسانية لفائدة الشعب الملغاشي»، على حد تعبير الخارجية المغربية. ذات المعلومات ال»متقاطعة»، تشير إلى أن سفير المغرب السابق في مدغشقر قد يكون قام أيضا «بأعمال تتعلق بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، في خرق للقواعد الدبلوماسية، وفي تعارض مع التقاليد الدبلوماسية المغربية المترسخة»، وهو أمر تتذكره الصحافة الملغاشية، التي تعتبر أن تغيير المغرب لسفيرها قد جاء متأخرا، مشيرة إلى أن الرأي العام الملغاشي يتذكر خطابين له آخرهما شهر يناير الماضي عممتهما الصحافة في مدغشقر مما يبرز ما ذهبت إليه «المعلومات المتقاطعة» التي اعتمدها المغرب في إيفاد بعثة تفتيش. وحسب صحيفة «الاكسبريس مدغشقر» فقد سبق لعميد الدبلوماسيين في العاصمة الملغاشية أتاناناريفو أن وصف في خطاب لتقديم التهاني للرئيس الملغاشي وكذلك في مأدبة موازية أقيمت في بلدية العاصمة أتاناناريفو بمناسبة الاحتفالات بالسنة الميلادية الجديدة بشكل «صريح» الوضع المزري الذي تعيشه جمهورية مدغشقر والصعوبات الاجتماعية والاقتصادية وغياب الأمن في العاصمة الملغاشية وتأسف لعدم قدرة المسؤولين وغياب الرغبة لديهم في إصلاح أوضاع البلاد. وأفاد بلاغ الخارجية المغربية أن السفير السابق للمغرب في مدغشقر قد يكون قام بسلوكات تمييزية تجاه الطوائف غير المسلمة في البلاد، دون احترام للتنوع العرقي والديني لمدغشقر، ولا لقيم الانفتاح والتسامح التي تدعو لها الديانة الإسلامية ويكرسها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس. وقالت صحيفة «الاكسبريس مدغشقر» إن الزيارة الملكية جاءت لتأكيد الرغبة في تعزيز التعاون الثنائي والعلاقات الأخوية بين الرباط و أتاناناريفو، الأمر الذي فرض على حد قولها على المغرب اتخاذ قرار جذري تتغير بشأنه زاوية النظر إلى بلد مدغشقر واعتماد أسلوب دبلوماسي جديد في التعامل مع مسؤولي أتاناناريفو. وقد شبه المراقبون في جمهورية مدغشقر السفير السابق وعميد السلك الدبلوماسي بمدغشقر محمد عمار بما وقع في وقت سابق لنظيره الفرنسي فرنسوا غولدبلات الذي لم يكن يتردد في تقديم الموعظة للمسؤولين الملغاشيين الأمر الذي رفضته الدبلوماسية في جمهورية مدغشقر وطلبت من نظيرتها الفرنسية تغييره.