يبدو أن زيارة الملك محمد السادس لجزيرة مدغشقر لم تأت فقط باتفاقيات الشراكة الثنائية بين البلدين في محالات التجارة والصناعة والزراعة والمال والأعمال، ولكن أيضا كانت سببا في تكشف خيوط "فضيحة دبلوماسية كبرى" بطلها قد يكون السفير السابق للمملكة في العاصمة أنتاناناريفو. وأوفدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، وفق بلاغ لها اليوم الاثنين، بعثة للتفتيش، تضم أيضا عناصر من المفتشية العامة للمالية، إلى سفارة المملكة في أنتاناناريفو، بعد ورود معلومات متطابقة على وجود اختلالات فادحة تهم اختلاسات وسلوكات مالية وسياسية وعنصرية. وفي تفاصيل الواقعة، ذكرت وزارة الخارجية بأن قرار إرسال بعثة للتفتيش إلى عاصمة مدغشقر، التي يتواجد فيها الملك هذه الأيام، يأتي في أعقاب معلومات من مصادر متقاطعة، تفيد بأن السفير السابق في مدغشقر قد يكون قام، على الخصوص، باختلاس أموال، بمناسبة عمليات إنسانية لفائدة الشعب الملغاشي". ويضيف البلاغ الرسمي ذاته تهما "ثقيلة" إلى السفير السابق للرباط في العاصمة الملغاشية، وتتمثل خصوصا في كونه "قد يكون قام أيضا بأعمال تتعلق بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، في خرق للقواعد الدبلوماسية، وفي تعارض مع التقاليد الدبلوماسية المغربية المترسخة". واسترسل المصدر ذاته بأن "السفير السابق قد يكون أيضا قام بسلوكات تمييزية تجاه الطوائف غير المسلمة بمدغشقر، دون احترام للتنوع العرقي والديني للبلاد، ولا لقيم الانفتاح والتسامح التي يحض عليها الإسلام ويكرسها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس". وحري بالذكر أن مصادر إعلامية مغربية ذكرت على هامش تعيين سفراء مغاربة جدد في عدد من بلدان العالم، أن محمد عمار، سفير المغرب بمدغشقر، يستمر في منصبه، من أجل التحضير لزيارة الملك إلى مدغشقر، وبأنه تلقى تعليمات من أجل البقاء في منصبه، في وقت تواردت فيه أخبار بكونه سيعين سفيرا في بلد آخر".