تعد النفايات الفضائية من أكثر الآثار التي خلفتها البشرية في الفضاء القريب خطورة. وقال خبراء ناسا إن ما يزيد عن نصف مليون شظية تدور حاليا في مدار حول الأرض، وإنها عبارة عن أقمار صناعية وأجزاء صغيرة وحطام بقيت كلها في المدار الأرضي بعد تحطم أجهزة فضائية كبيرة الحجم أو بعد إتلافها. ولا يزال العلماء والخبراء في العالم كله يبحثون تلك المشكلة بجوانبها الاقتصادية والمالية لأن الدول الفضائية الكبرى لا تريد إنفاق الأموال لتنظيف المدار الأرضي من النفايات كما ينظف البشر منازلهم من الأوساخ والغبار. واقترح مدير عام شركة « Firefly Space Systems « توم ماركوزيك معالجة بعض الأجهزة الفضائية الميتة والاستفادة منها في أثناء القيام برحلات مستقبلية إلى المريخ. فقد أدرك ماركوزيك أن البراغي والأسلاك والأجزاء الإلكترونية والأقمار الصناعية الكاملة قد يحتاج إليها الإنسان في مستوطناته المريخية. وفي هذا السياق اقترح الخبير بأن تسحب قاطرات فضائية تعمل بالطاقة الشمسية تلك الأقمار الصناعية المستعملة من المدار الأرضي إلى مدار المريخ، ما سيقلل من نفقات الوقود الذي سيستخدم عند نقل الشحنات اللازمة لعيش رواد الفضاء من الأرض إلى المريخ. ويرى الخبير أن تلك الأقمار الصناعية والأجزاء المستعملة قد تشكل أساسا لبناء منشآت وتحقيق مشاريع أخرى على سطح الكوكب الأحمر. إلا أن كل تلك الاقتراحات والمشاريع الجريئة تواجه مشاكل مالية بمجرد طرحها نظرا لامتناع الدول والشركات الكبرى عن اتخاذ موقف حاسم من مشكلة مكافحة النفايات الفضائية وتوظيف الأموال اللازمة لذلك. يذكر أن مشكلة النفايات الفضائية تشبه كثيرا مشكلة الاحتباس الحراري التي تفتقر إلى مواقف حاسمة ومنسقة بين الحكومات المختلفة.