تحيط بالأرض سحابة خطيرة من النفايات الجوية لا تتوقف عن النمو والتكاثر ودق العلماء نواقيس الخطر بخصوص مشكلة النفايات بعد أن حول الإنسان الفضاء إلى ساحة نفايات لا تحدها حدود. وتحوم أكثر من 600.000 قطعة من النفايات بحجم السنتمتر الواحد وأكثر حول كوكب الأرض بسرعة آلاف الكيلومترات في الساعة. ويزن كل قمر اصطناعي أكثر من طن وينتقل بسرعة 7.5 كيلومتر في الثانية، ويخلف تصادم هذا الجهاز المعدني الضخم سحابة كثيفة والآلاف من الجزيئات التي يتجاوز عددها 100 ألف قطعة يناهز قطرها سنتمترا واحدا حسب ما كشف عنه دافيد رايت خبير العلوم الفلكية بالناسا. وأضاف رايت أن النفايات تشكل خطراً حقيقياً على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض، كما أن هذه النفايات تتسبب في مقتل رواد الفضاء أثناء وجودهم خارج المحطة الدولية كونها تسبح بسرعة عالية في الفضاء. وخلفت آلاف الصواريخ عدد كبيرا من قطع المحركات المهملة التي تسبح في الكون منذ بداية عصر غزو الفضاء عام 1957، وظل عدد هذه القطع يتزايد مع تزايد أبحاث الفضاء وعدد الرحلات الفضائية. وأطلقت الصين ثلاثة برامج لمراقبة ومنع والحد من تحركات النفايات المتخلفة عن أنشطة أبحاث الفضاء في الفضاء الخارجي. واكتشفت الصين ما يزيد عن 9300 جسم في مداراتها، واتضح أن 6 في المائة منها مركبات فضائية لا تزال تعمل، وأكد المسؤولون الصينيون أن هذه النفايات تهدد سلامة سفن الفضاء. وتتكون هذه النفايات من الأسبار الجوية التي تطلقها المحطات الفضائية وحُطام السواتل ورقائق طلاء المركبات، إضافة إلى قفازات رواد الفضاء. ويقدر علماء وكالة الفضاء الأوروبية وجود ملايين القطع الصغيرة التي تدور في الفضاء وقد تتسبب بسقوط قمر صناعي ما أو مقتل مواطنين في العديد من الدول إثر السقوط المفاجئ لهذه الأجسام. ويقول العلماء إن السرعة التي يطير بها مسمار صغير في الفضاء تزوده بقوة تفجيرية تعادل عدة قنابل يدوية عند اصطدامه بالأجسام الأخرى. ويشدد علماء الفضاء على ضرورة محاربة التلوث الذي يشهده الفضاء الخارجي الذي يحيط بالكرة الأرضية لأن عدد الأجسام الغريبة المعدنية والكيماوية التي تدور حول الكرة الأرضية لا يتوقف عن التزايد منذ قرون. وأعلن نيكولاس جونسون مدير قسم النفايات الفضائية في الناسا أنه من الصعب توقع أضرار هذه الأجسام وتوقيت وصولها إلى سطح الأرض، مضيفا أن الناسا توقعت الوضعية الحالية منذ سنة 1978 بعد أن وضع المهندس الأمريكي دون كيسلير تصاميم هندسية لمسارات الركام والسحب الفضائية الملوثة. وأرسلت روسيا في سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي أزيد من 32 قمرا اصطناعيا ورادارا إلى الفضاء المحيط بالكرة الأرضية، من أجل مراقبة مواقع المركبات البحرية الأمريكية ومزودة بأنظمة نووية داخلية. وطيلة أربعين عاما على غزو الفضاء أطلق الإنسان حوالي أربعة آلاف رحلة فضائية، وجميعها تخلف نفايات، وخصوصا في المدار القريب من الأرض، أي على ارتفاع نحو ألفي كيلومتر.