«لا أحد» . رددها معلق المباراة في القناة الاولى أكثر من عشر مرات وصوته يرافق مقابلة المغرب والكوت ديفوار برسم إقصائيات كأس العالم في نسخته الروسية. «لا أحد». وصلت الكرة دون أن تجد لاعبا مغربيا يتلقفها كي يصنع فوزا.. «لا أحد « بالتقسيط هي «لا فريق» بالجملة . تلك هي الخلاصة التي تأكدت أثناء وعقب المباراة التي كانت حصيلتها نقطة وحيدة تضاف الى نقطة سابقة تم إحرازها أثناء مواجهة منتخب الغابون». لا فريق» للمغرب منذ سنوات بالرغم من أن تشكيلته تعج بلاعبين يتألقون في منتدياتهم الأجنبية. لقد عمت خيبة كبرى لدى المغاربة وهم يرون أقداما لم تقو على تحقيق حلم المشاركة في نهائيات كأس العالم لسنة 2018. قد يقول قائلون وأغلبهم يبيع الوهم: «هي ثاني مقابلة ولازال الامل قائما في الاربع مواجهات المقبلة». هذا القول يتبدد أمام مستوى فريق الكوت ديفوار التي يتربع على الصدارة بأربع نقط . وأبرز مؤهلات كعادته في اللعب والتكتيك والوصول بانسياب الى مربع العمليات . إضافة إلى رصيده القاري في اللعبة. لكن ما هي « مميزات» المنتخب المغربي في مباراة « لا أحد « مساء السبت ؟ سأغامر وأقدم بعضها بالرغم من أني لست متخصصا في مجال كرة القدم: - وصلت كرات عدة خطيرة أمام شباك الحارس منير المحمدي ولولا براعته لكانت هزيمتنا بثلاثة أهداف على الأقل . - إخفاق مثير في تسليم الكرات من لاعب الى لاعب وكانت هناك العديد من الهدايا يتلقفها المنتخب الإيفواري من أقدام وسط ميدان المنتخب المغربي. - كرات لم تجد من يتلقفها وهي كرات «لا أحد». إذ لم يتواجد اللاعبون في امكنتهم المناسبة تكتيكيا وثانيا بسبب التسديدات الطائشة دونما تركيز أو حرص على ايصالها من منطقة إلى أخرى. - تضييع فرص الكرات الثابتة التي كانت قريبة من مرمى حارس الكوت ديفوار . فباستثناء واحدة صدها هذا الاخير فالأربعة الاخرى لم تكن مؤطرة بشكل جيد . - تفكك في أوصال المنتخب إذ لم تكن هناك جسور للعبور بانسجام من خط الدفاع فالوسط وصولا إلى الاجنحة أو إلى المربع... - تغاضي الحكم على أخطاء لصالح الكوت ديفوار قريبة جدا من المرمى المغربي... «لا أحد».. «لا فريق». وكل ذلك مجرد محصلة لسياسة رياضية فاشلة وان استمرت لن تنتج لنا سوى المزيد من الانكسارات والاحباطات . هل يعلم المسؤولون بأن آخر مشاركة لنا في نهائيات كأس العالم كانت بفرنسا سنة 1998 ؟ وان نتائجنا هزيلة إفريقيا إذ خلال ربع قرن الاخير لم نخرج من دور المجموعات أثناء النهائيات إلا مرة واحدة بلغنا النهائي وانهزمنا أمام تونس سنة 2004. أما منتخباتنا في التصنيفات الاخرى الاولمبية والمحلية وأقل من كذا وكذا فتعرف نفس إخفاقات المنتخب الأول : « لا فريق «... هناك مفارقة مثيرة لابد من الادلاء بها : كنا نتوفر على جيل ذهبي للفريق الوطني الى نهاية ثمانينات القرن الماضي. وبعدها عموما بدأ التراجع والخيبة . وفي العقدين الاخيرين ازداد وتيرة الخيبات بالرغم من ضخ اعتمادات ضخمة في جيب جامعة كرة القدم . وبناء ملاعب كبرى بطنجة ومراكش واكادير.. وإنشاء قناة رياضية.. وأكاديمية.. وبطولة احترافية.. ومع ذلك: «لا فريق». في إفريقيا يشكل اللاعب المحلي الممارس في الفرق المحلية أو الذي انطلق منها وانتقل الى الاحتراف بأوروبا ، يشكل أركان منتخب بلاده مثل حالة الكوت ديفوار الغابون وزامبيا ونيجيريا ... أما نحن اليوم هناك تهميش مطلق للاعب المحلي واستيراد لاعبين لم تطأ أقدامهم دورات البطولة الوطنية مثل لاعبي ابرز منتخبات أفريقيا.. فمهما كانت نجوميتهم الفردية أو في فرقهم فإنهم لم يخبروا أهمية فرق مثل الرجاء والحسنية والجديدة والوداد والماص... وصدى مدرجات مركب محمد الخامس أو ملاعب طنجة وخريبكة وفاس والقنيطرة وآسفي....وتشجيعات ولوحات حلالة والكرين بويز والوينرز و....في صناعة فريق وليس «لا فريق». إن استمرار سياسة فاشلة لا تنتج سوى المزيد من الفشل . فارحموا جمهورا عاشقا للكرة والرياضة عموما من هذا العبث.