هل يمكن أن أستنشق الهواء العذب الخارج من فمك؟؟ واستطيع كل يوم تراسيم وجهك، وصوتك الذي يشبه حفيف ريح نيسان، أعطني يدك التي تمسك بروحي، وسوف أحضنها، وأحيي بها.. ولها.. هل يمكنك أن تناديني باسمي مرة أخرى.. وإلى الأبد..؟ عندما تذرف السرورة في الليل، دموع العاشقة... وتعري صدرها. وعلى أقدامها يسجد عراف الفصول، الذي أنهكه السهر، وغطى وجهه الثلج والصقيع. يحمل ناره ورماده نحو سفوح جبال الخرافة، تاركا قطرة ندى بين نهدي الكلمات، وفي أحشائها رعشة ،حيث تنشق البذور، وترويني من رحيقها وأرضع الدفء من أعماقها.. ومن أحشائها! لكن السماء مطرت بعد صلاتي، ثلجا، دما، دمى عمياء من طين ممزوج بدموعي، ودموع نساء مثلي، لم يرين الفجر أبدا، ولا الليل، حين ترشف من شفتيه نجمة عشتار المدللة، قبلات باردة وتملأ فمها، وتأتي مثلما يقبل ملك الحب يتلوى في سترته الزهرية. هل يمكن أن أحمل زهرة الدفلى الحزينة على جدول ماء، وأنا أكتب فوق السراب ما قال الشاعر للمساء، وأحيي الكلمات.. وتعاويد البغايا والكاهنات؟؟؟ وأرى نهر دم يصبغ مرآة وجوه تدلت عيونها في سهوب الشرق والنار... هل يمكنني بعد هذا كله.. أن أصمت صمت الكائنات..؟ وأنسلخ من روحي.. وروحك؟ مثلما تتعرى الكلمات من معانيها.. التي تعبدها حتى النخاع؟