نشرت صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن إعلان كل من وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر، وقوات سوريا الديمقراطية، عن بداية معركة تحرير مدينة الرقة السورية التي اتخذها تنظيم الدولة عاصمة له. لكن عراقيل عديدة، بينها مشكلة تركيبة القوات العسكرية التي ستشارك في هذه المعركة، أصبحت تعيق انطلاق صافرة البداية. وقالت الصحيفة في تقريرها إن الإعلان عن معركة الرقة جاء عشية انطلاق الانتخابات الأمريكية، وعموما ستكون هذه المعركة على رأس جدول اهتمامات الرئيس الجديد في الولاياتالمتحدة. وذكرت الصحيفة أن فكرة إطلاق معركة الرقة، التي أطلق عليها الأكراد اسم «غضب الفرات»، جاءت بعد استرجاع قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة بغطاء جوي أمريكي، بلدة عين عيسى المتاخمة لعاصمة تنظيم الدولة. وتجدر الإشارة إلى أن الكولونيل جون دوريان، المتحدث باسم الجيش الأمريكي في العراق، صرح مؤخرا بأن «التحالف الدولي يحتاج لكثير من الوقت لجمع وتدريب 30 ألف مقاتل للمشاركة بريا في معركة تحرير الرقة». كما تحدثت الصحيفة عن استعداد الأكراد لدخول هذه المعركة ضمن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة، التي ترى تركيا أنها تضم مقاتلين من حزب العمال الكردستاني. لكن في المقابل، سُجل تواجد قوات «درع الفرات» ضمن القوات التي ستشارك في هذه المعركة لاسترجاع معقل تنظيم الدولة في سوريا، مع العلم أنها تتكون من كتائب من الجيش السوري الحر، ومدعومة من تركيا. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن قوات درع الفرات ترى أنها الأجدر بالمشاركة في هذه المعركة، لعدة أسباب؛ يتمثل أولها في كون أغلب سكان مدينة الرقة من العرب، وثانيها في أن قوات الجيش الحر حققت انتصارات حاسمة مؤخرا على حساب تنظيم الدولة في عدة مناطق حدودية بين سورياوتركيا. وأكدت الصحيفة أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين قرروا توزيع مهام القيادة بالتساوي بين القوات الكردية وقوات درع الفرات، في محاولة لتوحيد المعسكرين قبل انطلاق معركة الرقة، مثل ما فعلوا سابقا خلال معركة الموصل، عندما نسقت الولاياتالمتحدة بين القوات الكردية وقوات الجيش العراقي. وأضافت الصحيفة أن رئيس أركان الجيش الأمريكي، جوزيف دنفور، قام مؤخرا بزيارة مفاجئة لأنقرة للتشاور مع المسؤولين الأتراك حول معركة الرقة. وخلال هذا اللقاء، اقترح دنفور اعتماد استراتيجية عزل مدينة الرقة، من خلال قطع الطريق أمام الجهاديين الفارين من العراق، وتكليف قوات سوريا الديمقراطية بهذه المهمة. في المقابل، يتم تكليف المقاتلين العرب المدعومين من تركيا بمهمة اقتحام المدينة. وبيّنت الصحيفة أن الورقة الرابحة للفوز في هذه المعركة هي القوات الغربية، إذ أعلنت فرنسا مسبقا أنها ستشارك بقوات جوية من أجل دحر مواقع تنظيم الدولة في مدينة الرقة السورية.