عبرت باتريسيا اسبينوزا، السكرتيرة التنفيذية لاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، عن تفاؤلها الكبير إزاء مؤتمر مراكش، مشيدة بالسرعة التي دخل بها اتفاق باريس حيز التنفيذ. وأشارت اسبينوزا إلى أن هدف تحقيق الإجماع العالمي حول اتفاقية باريس أصبح في المتناول بعد أن بلغ عدد الدول المصادقة عليه 100 دولة. وأشارت اسبينوزا ، أمس في ندوة صحفية خلال افتتاح أشغال مؤتمر كوب 22 بمراكش، إلى أن لجنة تابعة لسكرتارية الاتفاقية الأممية تعمل على مسألة التمويل، وستقدم خلال المؤتمر تقريرا حول التدفقات المالية لصالح المشاريع المتعلقة بمواجهة تغير المناخ خلال سنتي 2013 و2014. كما أشارت إلى أن مؤتمر مراكش سيعرف عرض العديد من المبادرات المالية باتجاه الدول النامية إضافة إلى ربط شراكات بين هذه الدول والمؤسسات المالية المنخرطة في هذا المجال. وأضافت إسبينوزا أن المؤتمر سيعرف يوميا تقديم عروض ومبادرات جديدة ومبتكرة في مجال تمويل المشاريع الرفيقة بالبيئة، خصوصا في إطار الأحداث الموازية التي تنظمها المؤسسات المالية الدولية والمصارف الخاصة. كما سيتم تقديم عروض حول تجارب ناجحة في البلدان السباقة في هذا المجال، والتي ستشاطر خبراتها وتجاربها في إطلاق وتمويل مشاريع الحد من تدهور المناخ. وأشارت أن التمويل والتكنولوجيا سيشكلان أبرو محاور أشغال المؤتمر. من جهته كشف صلاح الدين مزوار، رئيس كوب 22، أن العالم يحتاج إلى استثمار 1.1 تريليون دولار في السنة لمواجهة تغير المناخ. واضاف مزوار أن ضرورة الانتقال نحو أنماط اقتصادية أقل إضرارا بالبيئة والمناخ أصبح أمرا محسوما ولا رجعة فيه، مضيفا أن المؤسسات المالية والصناعيين أصبحوا واعين بهذا الأمر ومستعدون له. وأشار مزوار إلى أن تمويل التحول الاقتصادي يشكل إحدى الرهانات الأساسية التي على مؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية المنعقد بمراكش أن يعالجها. وأضاف "هناك ترقب وانتظارات كبيرة، خصوصا من طرف الدول النامية، وعلى الأخص البلدان الإفريقية والجزر التي تعتبر الأقل تضررا. وهنا أود الإشارة إلى ضرورة تسريع تعبئة مبلغ 100 مليار دولار الموعود كمساعدات لصالح الدول النامية في مواجهة متطلبات الحماية من آثار تغير المناخ". وأشار مزوار إلى أن إفريقيا، التي ينظم المؤتمر على أرضها، تواجه تحديات كبيرة، على رأسها التوسع الحضري السريع، وإشكاليات التنقل والتصحر والماء والنمو القوي لاستهلاك الطاقة ومتطلبات تكييف الفلاحة مع التغير المناخي، إضافة إلى الأبعاد التي أصبحت تتخذها ظاهرة الهجرة بسبب التغيرات المناخية والتي تتطلب بدورها معالجة خاصة. وقال "تنتظر إفريقيا من مؤتمر مراكش قرارات ومواقف ملموسة. ننتظر منه أن تحيّن الدول المشاركة التزاماتها وأن ترفع سقف أهدافها". وأضاف مزوار "إن دور الحكومات أساسي كمساعد وداعم ومحفز للقيام بالطفرة والانتقال نحو اقتصاد نظيف ومستدام، غير أن نسبة 80 في المئة من العمل سيكون من إنجاز القطاع الخاص والمدن والجماعات المحلية والمجتمع المدني".