07 نوفمبر, 2016 - 03:54:00 دعا مسؤولون أمميون وحكوميون أوروبيون وعرب، اليوم الاثنين، إلى "العمل بسرعة" من أجل مجابهة التغيرات المناخية ومخاطرها. جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ "كوب 22"، في مدينة مراكش، وسط المغرب، والذي يمتد حتى 18 نونبر الجاري. وقالت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية، باتريسيا اسبينوزا، في كلمتها، إن "انبعاث الغازات وصل مستويات غير مسبوقة، مما يؤثر على مجموعة من البلدان". وشددت أن "الجمود والإبقاء على الوضع الراهن غير مقبول، خاصة إذا نظرنا إلى مخاطر التغييرات المناخية على الدول والاقتصادات". ودعت "اسبينوزا" إلى "جعل المؤتمر فرصة للجميع من أجل القيام بخطوات جديدة في مسار تحقيق النتائج، بمشاركة الجميع، وإلى العمل بسرعة للتخفيف من انبعاث الغازات، ومساعدة الدول النامية المتضررة من تداعيات التغييرات المناخية". ويبحث المؤتمر العديد من الملفات، المرتبطة بالمناخ، أبرزها كيفية الحد من تأثيرات التغييرات المناخية، وآليات جمع 100 مليار دولار، التزمت الدول المتقدمة، بمنحها للدول النامية لتجاوز الانعكاسات السلبية للتغير المناخي بموجب "اتفاق باريس" العام الماضي. ومن المتوقع أن يشارك في الأيام المقبلة من فعاليات المؤتمر، رؤساء عدد من الدول، إلى جانب نحو 30 ألف شخص، بينهم 8 آلاف من ممثلي المجتمع المدني و1500 صحفي، بحسب المنظمين. من جهتها، دعت وزيرة البيئة الفرنسية ورئيسة الدورة السابقة للمؤتمر، سيغولين روايال، إلى إيجاد حلول لمخاطر التغير المناخي. وقالت في كلمتها إن "التغيرات المناخية في إفريقيا هي الأكثر خطورة، وهو ما يستدعي تدخلا عاجلا، خصوصا أنه يتسبب في الكثير من الوفيات". ودعت "روايال" إلى "العمل بسرعة من أجل مجابهة التغيرات المناخية ومخاطرها، خصوصا أن عدد سكان إفريقيا سيرتفع إلى مليارين بحلول عام 2050". وقالت الوزيرة الفرنسية إن "الإنسانية مدعوة إلى زيادة وعيها من أجل الوصول إلى بيئة نقية". من جانبه، قال رئيس مؤتمر "كوب 22" ووزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، إن بلاده "وفرت كل الإمكانيات لتكون في مستوى هذا الحدث العالمي (المؤتمر)، وتحقيق النجاح المتوخى منه". ولفت إلى أن "انعقاد مؤتمر المناخ في بلد إفريقي يترجم انخراط القارة في المساهمة في المجهود العالمي من أجل المناخ، وعزمها على تحديد مصيرها لتعزيز قدراتها على التحمل". وحذر الوزير المغربي "من المعاناة اليومية جراء التداعيات السلبية للتغييرات المناخية". ودعا إلى "ضرورة إيجاد إجابات عملية وملموسة بشكل سريع، لمواجهة مخاطر هذه التغييرات". ولفت إلى أن "الإرادة الدولية توّجت بدخول اتفاق باريس حيز التنفيذ، وهي خطوة غير مسبوقة". وجاء "اتفاق باريس"، عقب المفاوضات التي عقدت أثناء المؤتمر نفسه، بنسخته الماضية "كوب21" في العاصمة الفرنسية، في دجنبر 2015، وهو يهدف إلى احتواء الاحتباس الحراري العالمي لأقل من درجتين، وسيسعى لحده في 1.5 درجة، كما تم الالتزام بمساعدة الدول النامية ب100 مليار دولار سنوياً ابتداء من العام 2020. وتابع الوزير المغربي أن "مسؤوليتنا جسيمة أمام الإنسانية، ولذلك يتعين علينا أن نتخذ قرارات لمساعدة الدول الأكثر هشاشة، وتوفير وسائل التكيف مع التغييرات المناخية". ولفت إلى أن "الرئاسة المغربية تقترح وضع أرضية لتفعيل اتفاق باريس، والتحفيز على اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة من أجل المناخ". وشدد مزوار، على التزام الرئاسة المغربية بتحقيق تقدم (في مجابهة التغيرات المناخية ومخاطرها) خلال على عام 2017، بطريقة شفافة ومنفتحة على الجميع". وكشف المغرب نهاية أبريل الماضي، عن خارطة طريق لإنجاح مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ "كوب 22". وقالت حكيمة الحيطي، الوزيرة المغربية المنتدبة المكلفة بالبيئة، إن خارطة الطريق تتضمن العديد من المحاور من بينها العمل على إقناع الدول المتقدمة لرفع طموحاتها للتخفيض من انبعاث الغازات. ويعقد هذا المؤتمر سنويا، وتم اعتماد اتفاق باريس بالإجماع في "كوب 21" ، خلال 12 دجنبر 2015. ويهدف هذا الاتفاق إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مائويتين.