خلافا لكل التوقعات ، أحدثت نتائج إياب نصف نهاية كأس العرش مفاجأتين من عيار ثقيل ، واستطاع كل من أولمبيك آسفي والمغرب الفاسي تكذيب كل التكهنات ، وانتزاع بطاقة العبور إلى المباراة النهائية المقرر إجراؤها بالعيون في الثامن عشر من الشهر الجاري ، وصنع رهان التأهل لم يكن سهلا ، ولم يكن منتظرا ، لكن منافسات كأس العرش اعتادت أن تكون حبلى بالمفاجآت . الدفاع الجديدي .. والثقة الزائدة أن تعبر إلى مباراة النهاية عبر بوابة الديربي ، فإن ذلك يمنح للفريق المؤهل نشوة استثنائية، وهذا ما حدث للفريق العبدي الذي انتزع بطاقة العبور إلى العيون من ملعب العبدي بفضل ضربات الترجيح التي كشفت عن عدم التدرب على تنفيذها من قبل الفريق الدكالي الذي كان يحلم بحسم التأهل لفائدته خلال الدقائق التسعين ، ما يعني أنه باع جلد الدب قبل اصطياده . إن تضييع كل ضربات الترجيح من قبل لاعبي الدفاع الجديدي يكشف عدم التدرب على هذا الاحتكام المصيري الذي يحسم النتيجة ، ولعل عوز العناصر الدكالية عن تسجيل ضربات الترجيح التي احتكم إليها الفريقان بعد انتهاء الوقت القانوني بفوز الأولمبيك بهدف لصفر ، وقعه اللاعب كودالي في الدقيقة 37 ، وهي نفس النتيجة التي انتهى بها لقاء الذهاب ، هذا العوز يطرح أكثر من تساؤل حول مدى جاهزية اللاعبين ذهنيا ، وكان بإمكان الدفاع الجديدي حسم التأهل لفائدته خلال أطوار المباراة ، إلا أن المدرب هشام الدميعي أكد في تصريح له عقب نهاية اللقاء بأن لاعبي الفريق الدكالي اختاروا أسلوب الثقة الزائدة ، وحاولوا أن يخلقوا فرصا للتهديف ، وأضاف « لقد آمن اللاعبون بحظوظهم ، واخترنا أسلوبا تكتيكيا مخالفا لمباراة الذهاب « . ولم يخف الدميعي جانب الحظ الذي لعب لفائدة فريقه عندما وقع هدفا يزن ذهبا ، وختم بتهنئة اللاعبين ، وشكر الجماهير على مساندتها ونوه بمجهودات المكتب المسير . الماص يصنع المفاجآة كذب لاعبو المغرب الفاسي كل التكهنات ، وأشروا على مفاجآة من عيار ثقيل ، وكانوا في الموعد عندما فازوا على اتحاد طنجة ، وانتزعوا بطاقة العبور إلى العيون ، وتأهلوا إلى المباراة النهائية ، وهذه هي النهاية العاشرة التي سيخوضها الماص في تاريخه ، وحرم بذلك الفريق الطنجي من حضور أول عرس لنهاية الكأس الفضية في مشواره ، مبددا حلم كل المكونات الطنجية التي أبدت تفاؤلها بالتأهل . المدرب طارق السكتيوي أكد أن فريقه سيقدم أقوى مباراة له هذا الموسم ، وبالفعل فقد لعب الفاسيون بأسلوب تكتيكي خلق متاعب جمة للمدرب الجزائري بنشيخة ، الذي كان يعي جيدا صعوبة المباراة ، وعبر عن ذلك في أكثر من خرجة إعلامية . لاعبو اتحاد طنجة دخلوا في المباراة منذ البداية ، وحاولوا الوصولى شباك الحارس الفيلالي ، وقد تأتى لهم ذلك عن طريق ضربة الجزاء في الدقيقة 49 بواسطة المدافع إسماعيل بلمعلم ، ورد عليه بنفس الطريق أي ضرة الجزاء اللاعب دجيجي غيزا في الدقيقة 77 ، وهذا الهدف كان كافيا لجعل الماص ممثل أندية الدرجة الثانية أحد طرفي معادلة المباراة النهائية التي ستدور بالعيون في الثامن عشر من الشهر الجاري .