يتخبط قطاع الصحة بإقليم بنسليمان في عدة مشاكل من أبرزها سوء التسيير وتدني الخدمات الصحية ، و قد ازدادت أوضاعه تدهورا خصوصا منذ نونبر2009 تاريخ تعيين المندوب الإقليمي الحالي على رأس مندوبية الصحة بالإقليم ، الذي تفصله أيام قليلة عن التقاعد. تردي الأحوال الصحية دفع ببعض الجمعيات الحقوقية و النقابية إلى التحرك و القيام بحركات نضالية لإثارة انتباه المسؤولين مركزيا و محليا ، إلى تفاقم الأوضاع بالمجال الصحي حيث نظمت في هذا الإطار وقفتان احتجاجيتان يومي الثلاثاء و الأربعاء( 1و2 مارس) أمام كل من مندوبية الصحة و المستشفى الإقليمي بمدينة بنسليمان، رفع خلالها المحتجون شعارات تندد ب«الاختلالات و بسوء التسيير» الذي يعرفه قطاع الصحة و كذا« بالتصرفات الاستفزازية» التي تميز سلوكات بعض المسؤولين القائمين على تدبير هذا القطاع و ضمنهم المندوب الإقليمي، حيث يتم تدبير المجال الصحي «دون إشراك باقي الأطر الصحية الكفأة و دون الإنصات للشركاء الاجتماعيين و ممثلي الموظفين بهذا القطاع» ، الأمر الذي ساهم في تعطيل الخدمات الصحية، و نذكر منها على سبيل المثال ، حسب ما جاء في البيان، الذي أصدرته إحدى الجمعيات الحقوقية المحتجة، «الاستحواذ على السيارة الممنوحة من الصندوق الدولي، و هي من نوع بوجو بارتنر رقم لوحتها164254 كانت مخصصة للطاقم الطبي المكلف بتتبع و علاج داء السل حيث أصبحت تستعمل لقضاء الأغراض الشخصية، كإيصال الابناء إلى المدارس و التنقل عبرها إلى المدن المجاورة خلال أوقات العمل». و قد أثير هذا الموضوع بمجلس جهة للشاوية ورديغة دون أن تتخذ الإجراءات اللازمة، وهذه الوضعية ساهمت في تزايد نسبة انتشار داء السل في الإقليم و خاصة في المناطق النائية، نتيجة انعدام المواكبة و التتبع لعلاج هذا الداء إضافة إلى اتخاذ بعض القرارات المزاجية التي أضرت كثيرا بمصالح المرضى كتنقيل وإلحاق الدكتور الذي كان يشرف على علاج داء السكري بمصالح المندوبية، علما بأن هذا الأخير هو الطبيب الوحيد في الإقليم الذي تلقى تكوينا في هذا الاختصاص ، و قد كانت له سمعة طيبة في أوساط المرضى بداء السكري، بالإضافة إلى تعطيل الخلية التي كانت تجوب الأسواق و المناطق التي لا تتوفر على المستوصفات عبر سيارة خاصة لتحسيس النساء بالعالم القروي بأهمية التخطيط العائلي و الصحة الإنجابية و التلقيحات الضرورية. كما تم التنديد في الوقفات الاحتجاجية بأسلوب «الاحتقار والإهانة الذي تعرض له بعض الموظفين وخاصة منهم الممرضات و الطبيبات حيث سقطت إحداهن، حسب بيان الجمعية الحقوقية، مغمى عليها بمقر المندوبية الإقليمية للصحة بعدما تعرضت للإهانة » . نفس الشعارات رفعتها الأطر الطبية العاملة بالمستشفى الإقليمي ( عين الشعرة) يوم الأربعاء 2 مارس حيث أشارت هذه الشعارات إلى العشوائية و سوء التسيير بإدارة المستشفى و قد صرح بعض المحتجين ل« الاتحاد الاشتراكي» أن هناك «اختلالات كبيرة تعرفها بعض المصالح و الأقسام بالمستشفى الإقليمي كالنقص الحاصل في الموظفين خاصة في مصلحة طب الأطفال، في حين نجد اكتظاظا للموظفين في المختبر بالإضافة إلى استفراد مدير المستشفى بالقرارات واستهدافه للموظفين وعدم تفعيله للجان التسيير و المتابعة والتقييم وتغييبه للمشاريع المقررة كمشروع المستشفى و مشروع المستعجلات إضافة إلى معاناة المرضى و الموظفين من سوء التغذية بالمستشفى» ، «علما ، حسب ما صرح به المحتجون، بأن هناك ميزانية مهمة مرصودة في هذا الجانب». تفاقم الأوضاع الصحية بالإقليم و تزايد المشاكل بهذا القطاع خلق نوعا من التوتر بين المسؤولين و الشغيلة الصحية التي وجدت نفسها تشتغل في ظروف و شروط غير مناسبة والتي كان سببها تعنت كل من المندوب الإقليمي ومدير المستشفى الإقليمي الشيء الذي جعل الخدمات الصحية في ترد و تدن كبيرين و أصبح معها المرضى يعانون من هذا الوضع المتدهور مما يضطرهم كثيرا إلى التوجه كرها إلى المستشفيات و المصحات الموجودة بالمدن المجاورة لتلقي العلاج و التطبيب، و هذا ما يتطلب من المسؤولين مركزيا و إقليميا التدخل لتقديم الإسعافات الأولية و العلاجات الضرورية لقطاع الصحة ببنسليمان وفتح تحقيق فيما يجري به.