مع بزوغ فجر يوم 29 أكتوبر 2016 ، عاشت مدينة العيون يوما ليس كسائر الأيام. حيث استفاقت الساكنة على مشكل انقطاع شبه تام للكهرباء والماء وانقطاع كلي لصبيب الشبكة العنكبوتية ومختلف وسائل الاتصال والتي لم تعد الى وضعها الطبيعي الا بعد إصلاح كل الأعطاب ، مما خلق حالة من الفزع والذعر والارتباك لدى عموم المواطنين . وفي الساعات الأولى من صباح نفس اليوم تأكد للجميع بأن منسوب مياه وادي الساقية الحمراء قد ارتفع بشكل غير مسبوق نظرا للكمية الهائلة والارتفاع القياسي للمياه القادمة من منطقة السمارة وقوة الجريان القياسي الذي فاجأ الجميع، مما جعل غالبية السكان تهرع لضفاف الوادي لمعاينة الحالة بعد انتشار الخبر في كل أرجاء المدينة، والتي حجت الى عين المكان بكثافة لمراقبة تطورات الوضع ليجدوا قوات الأمن بمختلف تلويناتها قد ضربت طوقا أمنيا مشددا على مستوى كل الشوارع والأزقة المتجهة للوادي لمنع مختلف وسائل النقل من المرور. لكن بعض المواطنين استطاعوا التسلل من بعض المنافذ هنا وهناك، وقد عاينت جريدة الاتحاد الاشتراكي بعين المكان هذه القوات، التي كانت تدعو المواطنين إلى عدم الاقتراب من الأماكن الخطيرة ، خاصة الصخور المحاذية للسيول تحسبا لأي طارئ . كما رصدت الحزم الذي كانت تتسم به تدخلاتها ومراقبة الوضع عن كثب بالطائرات المروحية وبمختلف وسائل الاستطلاع. وفي ذات السياق تابع الحضور لحظات انهيار قنطرة سد المسيرة الخضراء بفعل قوة المياه التي انضافت إلى المياه المتجمعة منذ سنوات خلت . هذا الانهيار الذي فاقم الوضع ، حيث اقتربت المياه القوية من البيوت المجاورة للوادي و كانت سببا في تجاوز القنطرة الثانية والمرور فوق حواجزها . وقد أقدمت السلطات المحلية على ترحيل 54 أّسرة الى منطقة آمنة وقدمت لها كامل المساعدات اللازمة لتجاوز هذه المحنة . من جهة أخرى تم قطع الطريق الرابطة بين مدينة طرفاية في اتجاه العيون {100كلم} والاكتفاء بطريق آخر عبر ضفاف المحيط الأطلسي حوالي 120 كلم، لكن هذ المسلك تم قطعه هو الآخر مساء نفس اليوم بسبب مرور السيول في اتجاه البحر. كما عادت كل وسائل النقل الى منطلقها من طرفاية أو من العيون. لتبقى هذه الأخيرة بدون منافذ برية ، حيث أن الطرق الثلاث التي تربطها بباقي المدن عرفت «تحطما» كليا نتيجة لهشاشتها وعدم صمودها أمام الأمطار القياسية غير المسبوقة .