بعد أقل من شهر وللمرة الثالثة نجح المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في أن يفشل خطط ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الرامي إلى استهداف استقرار المغرب، مما يعكس بشكل جلي يقظة الأجهزة الأمنية المغربية والحذر الذي تتمتع به مصالحها عبر التراب الوطني. فقد أبرر سكوت ستيوارت، الخبير الأمريكي في مجال التهديد الإرهابي والقضايا الأمنية، أن المغرب تمكن من قطع الطريق على الإرهاب بفضل «قوة» و «كفاءة» أجهزته الأمنية، وقال إن «من بين العوامل الرئيسية التي مكنت المغرب من قطع الطريق على التطرف العنيف، كفاءة أجهزته الأمنية «المتمثلة في جهاز الاستخبارات وقوات الأمن الوطني والمكتب المركزي للأبحاث القضائية (النسخة المغربية لمكتب التحقيقيات الفدرالية الأمريكي) التي تعمل على نحو مباشر مع نظرائها الأوروبيين والأمريكيين، وتتلقى تدريبا مكثفا ذا مستوى عال من الكفاءة. فبعد أسبوعين من إيقاف عنصرين مناصرين لتنظيم «داعش» بطانطان وكلميم بعدما تأكد تورطهما في السعي للحصول على مواد كيماوية تدخل في صناعة المتفجرات من ضيعة فلاحية بكلميم، تتمكن عناصر المكتب المركزي للأبحاث ،أول أمس الاثنين، من إيقاف متطرف موال لذات التنظيم بمدينة تيفلت «يبدي اهتماما بالغا للحصول على وصفات متعلقة بتحضير وصناعة المتفجرات، في أفق القيام بعملية انتحارية ضد إحدى الأهداف الحيوية بالمغرب «. وكشفت التحريات الأولية أن التوجهات المتطرفة للمعني بالأمر تتأكد من خلال عملية التفتيش بمحل إقامته، والتي مكنت من حجز ورقة تتضمن وصفة لخلطة كيماوية لصناعة مادة متفجرة، إضافة لأسلاك كهربائية وجهاز لقياس شدة التيار الكهربائي وقارورات تحتوي على مواد مشبوهة سيتم إخضاعها للخبرة من طرف المصالح المختصة. يذكر أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية كان قد تمكن يوم ثالث أكتوبر الجاري من إحباط مشروع إدماج العنصر النسوي بالمغرب داخل المنظومة الإرهابية لما يسمى تنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك على خلفية تفكيك خلية تتكون من عشر فتيات مواليات لهذا التنظيم، ينشطن بمدن القنيطرة وطانطان وسيدي سليمان وسلا وطنجة وأولاد تايمة وزاكورة وسيدي الطيبي (نواحي القنيطرة). إن كفاءة وخبرة الأجهزة الأمنية المغربية لا تتجلي فقط في ما تتمتع به الرباط من بنية أمنية متماسكة جعلت من الصعب على عناصر متطرفة متشبعة بالفكر الجهادي تنفيذ عملياتها في المغرب، بالرغم من تدفق عدد كبير من المسلحين عبر الحدود، بل تتجلي في ما قدمته المخابرات المغربية أيضا من مساعدة لإحباط محاولات إرهابية في بلدان أخرى في العديد من البلدان الغربية و الإفريقية. ولعل العملية الأمنية المشتركة بين المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمصالح الأمنية الاسبانية والتي أفضت إلى تفكيك شبكة إرهابية ينشط عناصرها على ضفتي البحر الأبيض المتوسط لدليل على التعاون الأمني المستمر بين الرباطومدريد من أجل مواجهة مخاطر زعزعة الاستقرار في المغرب وإسبانيا. ويتجه التنسيق الاستخباراتي بين كل من مدريدوالرباط إلى الرصد والتتبع المتواصل للعناصر المغربية، على الخصوص، التي تحوم حولها شكوك موالاتها لما يسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية»، وتنشط في المملكتين الجارتين، حيث تطفو نتائجه بين الفينة والأخرى من قبيل اعتقال الشرطة الإسبانية لإمامين مغربيين في جزيرة إيبيزا عمرهما 31 و 35 لاتهامهما بتأييد تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد علنا وعبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ 2012 ،وينشران مواد مؤيدة للمتشددين مثل روابط لتسجيلات مصورة ومنشورات على الإنترنت. ويعتبر المغرب شريكا أساسيا للعديد من الدول العربية والغربية والإفريقية وفي مناطق أخرى من العالم في ضمان استتباب الأمن ومكافحة الإرهاب تعكسه مهنية مصالح الاستخبارات المغربية ومكانة المغرب كشريك لعواصم عدة في المجال الأمني، حيث يتوفر المغرب على تجربة مهمة تجلت عبر فعالية مصالح الأمن من خلال تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية خلال السنوات الأخيرة .